المعارضة السورية المدعومة من قطر تهاجم الجامعة العربية

  • 5/10/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر ممثلو ائتلاف المعارضة السورية المناهض لنظام الرئيس بشار الأسد في قطر الثلاثاء، أنّ قرار جامعة الدول العربية استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعاتها "ضوء أخضر لمزيد من الوحشية"، في أول تعليق من المعارضة المدعومة من الدوحة والتي أعلنت بدورها أنها لن تستأنف العلاقات مع دمشق رغم الإجماع العربي على استعادة مقعدها في الجامعة العربية. ويرجح أن قطر تتريث في استئناف علاقاتها مع النظام السوري على خلاف جيرانها الخليجيين وبقية الدول العربية الأخرى، لكنها في النهاية قد تحذو حذوهم في توقيت معين. وتأتي هذه التطورات وسط انفتاح عربي واسع على سوريا وفي الوقت الذي تخطو فيه تركيا نحو استئناف العلاقات مع دمشق بعد سنوات من العداء والقطيعة. وأنقرة والدوحة حليفان وهما من أكبر داعمي المعارضة السورية. وتم تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية عام 2011، احتجاجا على قمع الانتفاضة الشعبية المناهضة للنظام والتي تطورت إلى نزاع مسلح أدى إلى مقتل أكثر من 500 ألف شخص وتشريد الملايين. وتسبب الفراغ العربي في الساحة السورية وقبلها الساحة العراقية في تمدد وتعاظم النفوذ الإيراني والتركي في الساحتين. وقال ممثل الائتلاف المعارض في الدوحة بلال تركية في بيان الثلاثاء إنّ قرار الجامعة العربية "لن يساهم في أي تقدم في العملية السياسية"، مضيفا "لا يمكن مكافأة الإجرام بالإعادة إلى طاولة الدول العربية، بل على العكس، سيكون هذا بمثابة ضوء أخضر لمزيد من الوحشية من قبل هذا النظام الذي لن يتغير سلوكه. إن التطبيع معه الآن يعني تجاهل جرائمه". وقرّرت جامعة الدول العربية تشكيل لجنة وزارية لمواصلة "الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل لحل شامل للأزمة السورية" وانعكاساتها وضمنها أزمات اللجوء و"الإرهاب" وتهريب المخدرات الذي يشكّل أحد أكبر مصادر القلق بالنسبة إلى دول خليجية باتت سوقا رئيسية لحبوب الكبتاغون المصنعة بشكل رئيسي في سوريا. وأشاد تركية بقرار قطر عدم التطبيع مع دمشق. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري قد قال الأحد إن موقف بلده من "التطبيع مع النظام السوري لم يتغير". واعتبر أن النظام السوري يجب أن يقوم بـ"معالجة جذور الأزمة التي أدت إلى مقاطعته، وأن يعمل على اتخاذ خطوات إيجابية تجاه معالجة قضايا الشعب السوري". كما انتقدت الولايات المتحدة الاثنين قرار الجامعة العربية. وقال المتحدث باسم وزارة خارجيتها "ما زلنا نعتقد أنه لا يجب أن نطبّع علاقاتنا مع نظام الأسد ولا ندعم حلفاءنا وشركاءنا في القيام بذلك". وجاء القرار الذي سبقته خلال الأسابيع الماضية مؤشرات انفتاح عربي على سوريا، قبل عشرة أيام من قمة عربية تعقد في السعودية في 19 مايو/ايار. ولم تعلن دمشق ما إذا كان الأسد سيشارك في اجتماع الرياض. وكانت قمة سرت في ليبيا في 2010 آخر قمة حضرها الرئيس السوري. لم تعد المعارضة السورية تملك خيارات كثيرة أو هامش للمناورة في خضم انفتاح عربي وتركي على سوريا ضن مصالحات من شأنها أن تعيد تشكيل المشهد السياسي في الشرق الأوسط. وفقدت المعارضة المشتتة والتي أخفقت في الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، زخم الدعم الخارجي خاصة من تركيا التي عدلت بوصلتها صوب إعادة تطبيع العلاقات مع دمشق. لكن قطر لا تزال تحتضن أطيافا من المعارضة السورية على أراضيها وتوفر لهم ملاذا آمنا وغطاء سياسيا وماليا بعيدا عن الاضطرابات التي يشهدها آخر معقل لتلك الجماعات في شمال سوريا والتي باتت تشعر بعزلة شديدة قد تفقد معها أي مكاسب حققتها طيلة سنوات النزاع. وأعلنت تركيا الثلاثاء أن وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو سيعقد الأربعاء في موسكو أول اجتماع رسمي مع نظيره السوري فيصل المقداد، منذ اندلاع الحرب السورية عام 2011. وقالت الخارجية التركية في بيان إن الاجتماع الرباعي الذي سيشارك فيه وزيرا خارجية روسيا وإيران سيتيح "تبادل وجهات النظر حول تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا". ويعد هذه الإعلان بمثابة دفعة دبلوماسية للرئيس رجب طيب أردوغان قبل بضعة أيام على انتخابات عامة الأحد تمثل أصعب تحد له منذ توليه السلطة قبل 21 عاما. ودعم أردوغان في بداية النزاع جهود المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، واحتفظ بتواجد عسكري في مناطق شمالية من البلاد التي تمزقها الحرب ما أغضب دمشق. لكنه عاد عن هذا المسار بعد أن غرقت تركيا في أزمة اقتصادية قبل عامين. وتقرب من خصوم سابقين في المنطقة، ويسعى الآن لعقد قمة مع الأسد. ورفضت سوريا وقالت إن على تركيا أولا أن تسحب جنودها. بدورهم يؤيد معارضو أردوغان مصالحة مع سوريا وهي من أهم مواضيع حملة الانتخابات التركية. وتعهد أردوغان تسريع إعادة نحو أربعة ملايين لاجئ ومهاجر سوري فروا إلى تركيا هربا من الفقر والحرب. والتوصل إلى اتفاق مع دمشق يعد شرطا لتلك العملية. وتبذل إيران وروسيا جهود وساطة لإجراء محادثات بين الطرفين. ويأتي الاجتماع على وقع انفتاح عربي واسع على سوريا بعد إجماع على استعادة دمشق مقعدها في جامعة الدول العربية والموافقة مشاركتها في جميع أنشطة واجتماعات هيئات الجامعة. ولم تتضح بعد القضايا التي ستتم مناقشتها في اجتماع موسكو، لكن سبق لدمشق وأنقرة أن أعلن كل من طرفه على شروط ومطالب معينة كمفاتيح لأبواب المصالحة ومن بينها وضع المعارضة السورية السياسية والمسلحة. ولم تعلن تركيا رسميا تخليها عن تلك الجماعات المشتتة، لكن الحكومة السورية تتمسك بتخلي أنقرة عن الجماعات التي تصفها بالإرهابية وأيضا انسحاب القوات التركية من الشمال السوري. ويتمسك الأتراك في المقابل بحل معضلة الوحدات الكردية التي يصفونها بالإرهابية وكذلك بضمان أمن حدودها.

مشاركة :