الشارقة تبحث عن قارئ القرن وتدعم صناعة أفلام الرسوم المتحركة

  • 5/11/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في مثل هذه الأيام من كل عام، تشهد الإمارات تنظيم مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي يوصف بأنه "أكبر معرض لأدب الطفل بالعالم العربي". وعلى مدار نحو أسبوعين، تستقبل الشارقة الآلاف من الأطفال، والناشرين والكتاب والمهتمين بأدب الطفل، ليجتمعوا في مهرجان يهتم بكتب الأطفال، وينظم الفعاليات الثقافية التي تنمي مدارك الصغار، ويزيد من معارفهم. خلال هذا العام، يقام المهرجان، الذي يستمر إلى غاية الرابع عشر من مايو، تحت شعار "عقول تتشكل"، بمشاركة 141 دار نشر عربية وأجنبية، وينظم 1732 فعالية، يشارك فيها 457 ضيفا من 66 دولة، من كبار الكتاب والأدباء والفنانين والناشرين والرسامين. وقال أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، إن "الإمارات تصدرت المشاركين بـ77 ناشرا، وحلت بعدها لبنان والمملكة المتحدة، وسوريا والأردن ومصر والكويت والسعودية والولايات المتحدة وأستراليا والهند وباكستان والجزائر والعراق". وأضاف "يستهدف المهرجان في دورته الحالية تعزيز جهود إمارة الشارقة الرامية إلى توفير بيئة قرائية وإبداعية شاملة تعنى بجوانب تثقيف وصقل مواهب الأطفال والناشئين". وتابع “ينظم المهرجان برامج تجعل الأسر شريكة في تحفيز الأبناء على القراءة واتخاذ الكتاب وسيلة للتعلم وتعزيز بناء القيم، واستدامة الارتباط بمكونات الثقافة العربية ورفد مكتبات الأطفال بما يثري محتواها". كتب وفنون أحمد بن ركاض العامري: المهرجان يستهدف تعزيز جهود إمارة الشارقة لتوفير بيئة قرائية وإبداعية شاملة أحمد بن ركاض العامري: المهرجان يستهدف تعزيز جهود إمارة الشارقة لتوفير بيئة قرائية وإبداعية شاملة ويشهد المهرجان تنظيم 946 فعالية خاصة بالأطفال، و136 عرضا فنيا ومسرحيا وغنائيا، بالإضافة إلى عروض جوالة وسيمفونيات غنائية يشارك فيها 16 فنانا، كما يشارك في فعاليات الركن الثقافي 68 ضيفا من الفنانين والكتاب والمبدعين. ومن يزر مقر المهرجان في دورته الـ14 بمدينة الشارقة، يرى الآلاف من الأطفال وعائلاتهم وهم يتجولون بين جنبات الحدث، ويستمتعون باقتناء الكتب التي تخاطب عقولهم وتقدم لهم محتوى يناسب أعمارهم، ويعزز ثقافتهم ومعارفهم بشؤون الحياة المختلفة. وخلال هذه الدورة من المهرجان، فتح الناشرون المجال أمام الأطفال لاكتشاف مختلف العلوم في شتى المجالات، وكانت كتب تعليم اللغة العربية حاضرة بقوة في أجنحة دور النشر لتعليم جماليات اللغة العربية وعناصرها المختلفة بدءا من الحرف ثم الكلمة، وصولا إلى القواعد النحوية. وتميزت إصدارات دور النشر المشاركة، بمساعدتها للأطفال على تعلم "لغة الضاد" وفهمها بأبسط الوسائل، عبر مزج الكلمة مع الصورة، لتقديم محتوى مبسط يمكن الطفل من إدراك اللغة والتعلق بها. وتحتضن أروقة المهرجان لهذا العام العديد من الإصدارات حول علوم الفضاء، تخاطب الأطفال واليافعين بأسلوب يجمع بين الإثارة والتشويق والاستكشاف، بفنون أدبية متنوعة خصوصا فن الرواية وفن السرد القصصي، تضع في مجملها الصغار منذ سن مبكرة في طريق التعرف على هذا العلم من مختلف جوانبه. ولم يكتف المهرجان بتقديم الكتب والإصدارات الأدبية للأطفال، بل قدم لهم عروضا فنية على المسرح، تشرح لهم العلوم المختلفة من الرياضيات إلى الفيزياء، عبر تجارب مشوقة ومبسطة. العروض تحمل عنوان "نادي العباقرة"، ويتم خلالها تقديم فقرات لاستكشاف الأساليب المبتكرة للرياضيات وسحر الأرقام، بطرق طريفة، وتقدم بعض التجارب حول الضوء والظواهر الفيزيائية المتعلقة به، إلى جانب تجارب حول سرعة الضوء وقوة الجاذبية. ◙ المهرجان جمع العشرات من الناشرين وصناع الرسوم المتحركة تحت سقف واحد ما يمهد لخلق مجال كبير للتعاون وعلى مقربة من المسرح، يقع جناح العلوم، الذي نظم ورشة لتعليم الأطفال كيفية صنع سيارة كهربائية تحاكي نموذج سيارات "تسلا". وخلال الورشة، تعرف الأطفال على مكونات السيارات الكهربائية، والطريقة التي تعمل بها، وفي أجواء تفاعلية يصنعون سياراتهم المزودة بألواح معدنية تمكنها من السير بمجرد تعرضها للضوء، وذلك محاكاة لنماذج من السيارات التي تعمل بالطاقة الشمسية. وضمن فعاليات الدورة الحالية من المهرجان، يشارك "المجلس الكوري لكتب اليافعين" كضيف شرف، احتفاء بالثقافة الكورية. وجاءت الاستضافة ضمن مبادرة "ضيف الشرف" السنوية التي أطلقها "المجلس الإماراتي لكتب اليافعين" في العام 2015، بهدف ترسيخ العلاقات مع فروع "المجلس الدولي لكتب اليافعين". ونظم الجانب الكوري جلسات للقراءة باللغة الكورية وورش عمل للفنون والحرف اليدوية، بالإضافة إلى ورش لتعليم الخط الكوري. وقالت مروة العقروبي، رئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، "نهدف في كل دورة بالمهرجان إلى تسليط الضوء على أبرز القصص الشعبية في الأدب العالمي، ما يسهم في تعزيز القراءة". وأضافت "سعدنا جدا باهتمام الأطفال بالتعرف على الأدب الكوري، وثقافة في أقصى القارة الآسيوية". وتابعت "تعرف زوار المهرجان على أبرز الكتاب والنقاد والرسامين في كوريا الجنوبية، وتجمعوا في جلسات سرد القصص باللغتين الكورية والإنجليزية وتعرفوا على جانب من الفنون والحرف اليدوية الكورية". وينظم المهرجان جلسات حوارية ونقاشية تناقش مستقبل صناعة كتب الأطفال، وأدب الطفل، واهتمامات دور النشر. وخلال هذه الدورة، ناقش المشاركون أهمية المكتبات الرقمية والصوتية، والكتاب الصوتي في ظل رغبة الأجيال الجديدة في الاستفادة من الكتب بأقصر وأسرع طرق. الرسوم المتحركة ◙ فرصة لدعم المواهب الشابة وتحفيزها ◙ فرصة لدعم المواهب الشابة وتحفيزها على المطالعة من أبرز فعاليات المهرجان لهذا العام، "مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة" العالمي، الذي وفر منصة للناشرين والمنتجين والمتخصصين في صناعة الكتاب والرسوم المتحركة من مختلف أنحاء العالم للتعاون وعقد شراكات لتحويل المحتوى المكتوب باللغة العربية إلى أفلام رسوم متحركة. وقالت خولة المجيني، المديرة التنفيذية للمؤتمر، "نهدف من خلال هذا المؤتمر إلى إنتاج رسوم متحركة عربية عالمية المستوى خلال السنوات القليلة المقبلة". وأضافت "عندما يجتمع العشرات من الناشرين وصناع الرسوم المتحركة تحت سقف واحد، سيكون هناك مجال كبير للتعاون، وعقد الاتفاقات التي تتيح تحويل النص الأدبي المكتوب إلى أفلام رسوم متحركة يستمتع بها الصغار وتنمي مداركهم وتقربهم من مختلف الثقافات، خصوصا الثقافة العربية". استفاد الزوار من خبرات نجوم عالم الرسوم المتحركة المشاركين في المؤتمر، ومنهم جون نيفاريز، مصمم شخصيات فيلم "كوكو" الحائز على جائزة الأوسكار العالمية ◙ الزوار استفادوا من خبرات نجوم عالم الرسوم المتحركة المشاركين في المؤتمر ومنهم جون نيفاريز مصمم شخصيات فيلم "كوكو" وتعرف جمهور المؤتمر على أساسيات وأساليب وتقنيات صناعة الرسوم المتحركة من عمالقة هذا الفن من اليابان والمملكة المتحدة وإيطاليا والبرازيل والولايات المتحدة. واستفاد الزوار من خبرات نجوم عالم الرسوم المتحركة المشاركين في المؤتمر، ومنهم جون نيفاريز، مصمم شخصيات فيلم "كوكو" الحائز على جائزة الأوسكار العالمية، وساندرو كليوزو، الحائز على جائزة آني العالمية، وماريو بريوسكي، الحاصل على جائزة إيمي. وشهد المهرجان إطلاق جائزة "قارئ القرن"، التي تهدف إلى "زيادة الوعي المعرفي لأجيال المستقبل من الأطفال والنشء في الأعمار من 6 إلى 18 عاما، وتحفيزهم على القراءة". وتوفر الجائزة منصة للقراءة تتسم بالشمولية وتعد مرجعا متكاملا لمحبي الكتب من أجيال المستقبل، لتشجيعهم على قراءة 50 كتابا خلال العام. وترتكز الجائزة على مجموعة من الشروط، من أبرزها أن يكون المشارك ضمن الفئة العمرية المستهدفة من مواطني دولة الإمارات والمقيمين على أرضها، واجتياز قراءة 50 كتابا من الكتب التي توفرها المنصة، وتقييم الكتب التي سيتم قراءتها وإبداء الرأي فيها عبر مقطع مرئي. ويتم اختيار الفائزين وفقا لمجموعة من المعايير، منها القدرة على الإلقاء والإقناع والتواصل الفعال بلغة واضحة، إضافة إلى التميز والإبداع في الطرح.

مشاركة :