دبي - أعلنت 'مجموعة الإمارات' الخميس عن تحقيق أرباح سنوية قياسية بلغت ثلاثة مليارات دولار، معتبرة ذلك "تعافيا كاملا" للناقل الوطني الإماراتي ومقرها دبي بعد تسجيل خسائر العام الماضي بسبب الوباء. وقال الرئيس الأعلى التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم في بيان "نفخر بأدائنا في عام 2022/ 2023 الذي لا يمثل تعافيا كاملا فحسب، بل يعد إنجازا قياسيا أيضا". وحققت خطوط الإمارات أرباحا قدرها 2.9 مليار دولار، وهو مبلغ قياسي أيضا في أعقاب خسائر بقيمة 1.1 مليار دولار في السنة المالية الماضية، على وقع عودة الطلب على السفر جوا. وكانت شركة الطيران الأكبر في منطقة الشرق الأوسط قد سجلت خسائر بقيمة 5.5 مليارات يورو في السنة المالية 2020/2021 تحت وطأة كوفيد، في أول نتائج من نوعها في أكثر من ثلاثة عقود، مع توقف أسطولها عن الطيران وصرف أعداد كبيرة من الموظفين. وبلغت الأرصدة النقدية للمجموعة 11.6 مليار دولار، وهي الأعلى على الإطلاق، مقارنة بخسارة بقيمة مليار دولار العام الماضي. وأعلنت عن تقديم 1.2 مليار دولار ريعا لمالكها مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، وسداد 817 مليون دولار من الدين الذي جمع خلال أزمة كوفيد. وقال الشيخ أحمد "توقعنا عودة قوية لأعمالنا ومع رفع آخر قيود السفر وموجة الطلب الناجمة عن ذلك، كنا على استعداد لتوسيع عملياتنا بسرعة وأمان لخدمة عملائنا". وأعلنت من جهة أخرى عن استثمار 200 مليون دولار في البحث والتطوير للحد من تأثير الوقود الأحفوري في الطيران، معتبرة ذلك "أكبر التزام منفرد من قبل أي شركة طيران بشأن الاستدامة". وقال رئيس الشركة تيم كلارك في بيان "من الواضح أنه مع المسارات الحالية المتاحة لشركات الطيران في ما يتعلق بخفض الانبعاثات، لن يتمكن قطاعنا من بلوغ أهداف صفرية صافية في الجدول الزمني المحدد"، مضيفا "نعتقد أن قطاعنا بحاجة إلى حلول أفضل". في يناير/كانون الثاني قامت طيران الإمارات برحلة تجريبية لطائرة بوينغ 777 باستخدام وقود طيران مستدام معتبرة ذلك "إنجازا رئيسيا"، غير أن كميات هذا الوقود الذي يعتمد الكتلة الحيوية، تعاني من نقص ولم تغط سوى قرابة 0.1 بالمئة من إجمالي احتياجات خطوط الطيران في 2022، وفقا لاتحاد النقل الجوي الدولي. وقال كلارك للصحافيين خلال معرض "سوق السفر العربي" في دبي الأسبوع الماضي "الان أعتقد أنه ينبغي علينا المبالغة في الوعود"، وذلك ردا على سؤال بشأن احتمال استخدام وقود مستدام. أضاف " لن تسافروا في طائرة إيه 380 إلى لوس أنجلس وعلى متنها 500 راكب يحرقون 200 طن من الوقود، إلا باستخدام الوقود الأحفوري في الوقت الحالي". وتواجه طيران الإمارات ومقرها من دبي، منافسة متزايدة لا سيما من المملكة العربية السعودية التي أعلنت عن خطط لإنشاء شركة طيران جديدة ومطار كبير جديد في الرياض. لكن كلارك يشدد على أن طيران الإمارات لا تشعر بالضغط من منافسيها ويرجع ذلك في جزء منه إلى توقعه أن يرتفع عدد الركاب العالميين في السنوات القادمة. وقال خلال المعرض "هل أرى أن هذا يمثل تهديدا لنا؟ لا، لا أعتقد. لأن الإمارات أمضت القسم الأكبر من 35، 36 عاما في بناء علامتها التجارية".
مشاركة :