قال المحلل السياسي عبد المحسن العبدلي، إن ليبيا تعاني من فوضى سياسية وأمنية خلفها إنهيار نظام القذافي والتدخل الغربي في شؤونها الداخلية، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لعبت دور المزعزع للاستقرار في البلاد عبر تحريض الليبيين بعضهم على بعض وإشعال الفتن فيما بينهم. وأوضح " العبدلي" أن هذا الاختلاف تسبب لتدخل دول أخرى في ليبيا مثلما فعلت تركيا وقيامها بإرسال قواتها وأسلحتها لدعم ميليشيات الغرب الليبي ضد القوات المسلحة في الشرق وبرعت في مكافحة الإرهاب والميليشيات الإرهابية، مضيفًا: "وزير الخارجية التركي، زعم أن ما قامت به تركيا من تغيير التوازن في ليبيا، جنّب شوارع العاصمة الليبية طرابلس اشتباكات كانت ستستمر حتى اليوم". وتابع أن هذا التدخل شجع الولايات المتحدة لإتباع نفس الإستراتيجية في ليبيا في المستقبل، وذلك بعدما كانت أمريكا تكتفي بتحرك الليبيين عن بعد وتستخدمهم كأدوات لتنفيذ مخططاتها، منوهًا إلى أن واشنطن تتحجج بحماية الحدود، وتعمل على توسيع وجودها العسكري في ليبيا، وذلك انطلاقًا من قواعد الأفريكوم في إفريقيا. وأضاف أن أمريكا تعزز من قواتها للإستيلاء على مناطق سيطرة الجيش الوطني الليبي، والعمل على إسقاط قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، الذي يُعتبر شوكة في حلقهم، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية تخشى أن تربك الحرب الدائرة في السودان استراتيجيتها في ليبيا، خصوصًا في ظل عدم الاستقرار السياسي والأمني، لذلك تعمل على تشكيل قوة مسلحة مشتركة من القوى المتنازعة. وأشار إلى أن السفير الأمريكي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، أكد في مكالمتي مع رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، على أهمية تشكيل قوة مشتركة لتسيير دوريات على الحدود الجنوبية وضمان عدم استخدام ليبيا كمنصة للتدخل في السودان. ونوه المحلل السياسي، إلى أن الولايات المتحدة تريد فرض السيناريو الخاص بها على ليبيا، والذي ينص على إجراء إنتخابات وفق مبادرة المبعوث الأممي عبدالله باتيلي، وبهذا تضمن وصول رئيس موالٍ لها، والقضاء على الجيش الوطني الليبي وقائده المشير خليفة حفتر، لأنه لا يحقق استراتيجيتها في البلاد ويسيطر على حقول النفط. وأشار أن جميع المؤشرات تدل على قرب تدخلها العسكري بشكل مباشر لتحقيق أهدافها في ليبيا، فكما تدخلت في سوريا مثلًا برعايتها للإنفصاليين الأكراد وسيطرتها على جميع منابع النفط، تستطيع تكرار التجربة في ليبيا، بإستخدام قواتها مع هذه القوة الجديدة والميليشيات المسلحة.
مشاركة :