هجوم جربة يعيد للتونسيين هاجس الإرهاب

  • 5/12/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أعاد هجوم جربة إلى ذاكرة التونسيين، الهجوم الإرهابي في أبريل 2002، حيث أسفر التفجير الأخير، الذي تبناه «تنظيم القاعدة» عن مقتل 21 شخصاً. وعليه، شددت السلطات التونسية إجراءاتها الأمنية حول مختلف المؤسسات الحيوية في العاصمة ومدن داخلية، ورفعت مستويات اليقظة والحذر لمواجهة أي خطر «إرهابي» قد تتعرض له البلاد بعد حادثة جزيرة جربة، التي أدت إلى سقوط قتلى ومصابين برصاص عنصر تابع لجهاز الحرس الوطني. فيما أكد محللون أن الهجوم غايته زرع بذور الفتنة، وضرب الموسم السياحي، وزعزعة أمن تونس واستقراره، حيث سعت السلطات والعاملون في قطاع السياحة إلى الخروج بأخف الأضرار من ارتدادات العملية. وتولت الأجهزة الأمنية تشديد الحراسة على المؤسسات الحيوية، والدبلوماسية، والمعابر البرية، والبحرية، والجوية؛ بهدف الحؤول دون تنفيذ أي عمل إرهابي آخر من قبل ما تسمى بـ«الذئاب المنفردة»، التي ترتبط بالتيارات الدينية المتشددة، تكشف عن طبيعة تغلغل بعض العناصر الإرهابية في مؤسسات الدولة خلال سنوات حكم «الإخوان». ويرى مراقبون محليون، أن العملية الإرهابية التي نفذها عنصر جهاز الحرس الوطني، يطرح على السلطات الحالية أهمية إزالة بقايا التمكين «الإخواني»، وفتح تحقيقات حول العناصر الأمنية التي انتدبتها وزارة الداخلية خلال فترة حكم «النهضة». منوّهين إلى أن كل الملفات المطروحة حالياً أمام القضاء، التي تتعلق بالإرهاب، تضم في لوائح المتهمين قيادات أمنية، ما يحيل إلى حجم تغلغل «الإخوان» في الأجهزة الأمنية. ومنذ 2011، يعد هجوم جربة أول عملية إرهابية ينفذها عنصر من أجهزة الدولة، ما ينبه إلى طبيعة التحديات التي تواجه السلطات الحالية، خاصة فيما يتعلق بتطهير المؤسسات السياسية من الثمار «المرة» لفترة التمكين «الإخواني». فيما تخشى أوساط تونسية، من أن يكون هدف العملية الإرهابية الأخيرة، ضرب الموسم السياحي، في الوقت الذي تعوّل البلاد عليه مع اقتراب فصل الصيف؛ لإنعاش رصيدها من العملات الأجنبية، بما يساعدها على مجابهة الأزمة المالية والاقتصادية التي تمر بها. في السياق، دعا الاتحاد العام التونسي للشغل نحو مزيد اليقظة، وتدارك أي خلل أمني أو اتصالي محتمل، والإسراع في وضع استراتيجية واضحة؛ لمعالجة آثار العملية الإرهابية والحدّ من تداعياتها الاقتصادية. بينما يجمع أغلب المحللين السياسيين على أن الهجوم الأخير في جزيرة جربة، أكد مرة أخرى، أن الإرهاب لا يزال يبحث لنفسه عن موطئ قدم في تونس، وكذلك في عموم دول المنطقة، بيد أنه عجز عن اكتساب حاضنة اجتماعية، لاسيما بعد انهيار مخططات جماعة «الإخوان» على الصُعد المحلية، والإقليمية، والدولية. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :