أكد عدد من المسؤولين الثقافيين أن دولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا تتمتعان بعلاقات قوية وصداقة طويلة الأمد وتعاون استراتيجي في مختلف المجالات، لا سيما في المجال الثقافي. حيث يحرص البلدان الصديقان على تعزيز دورهما العالمي في هذا المجال، مشيرين إلى أن العلاقات الإماراتية الفرنسية الثقافية عميقة وتاريخية، وتجمع البلدين الصديقين رؤى وأهداف مشتركة. وحول زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى الجمهورية الفرنسية الصديقة، قال معالي زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة: تكتسب الزيارة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى فرنسا أهمية استثنائية؛ لأنها تجيء في إطار حرص قيادتي البلدين الصديقين على تطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية. وتابع: تُعدّ العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية فرنسا نموذجاً متميزاً للعلاقات الثنائية بين الدول، حيث أصبحت الإمارات وفرنسا شريكتين في تعزيز روح التسامح والمساواة بين الشعوب، وتعملان معاً من أجل تعزيز مفهوم التقارب الثقافي والإنساني بين مختلف الحضارات. احترام وتقدير وأضاف: يحرص البلدان الصديقان على تعزيز دورهما في المجال الثقافي على مستوى العالم، ويعكس احتضان الإمارات صرحين فرنسيين كبيرين مثل «جامعة السوربون» و«متحف اللوفر»، مدى نمو وتطوّر ونجاح العلاقات بين البلدين الصديقين، ومدى ثقة جمهورية فرنسا في دولة الإمارات واحترامها وتقديرها لها. وأكد أن إطلاق المرحلة الثانية من الحوار الاستراتيجي الإماراتي - الفرنسي خير دليل على العلاقة المتينة التي تربط بين الدولتين الصديقتين، فدولة الإمارات العربية المتحدة عضو في المنظمة الدولية للفرنكوفونية؛ لأنها تتشارك مع أعضاء العائلة الفرنكوفونية في قاعدة من قيم السلام والعدالة والتنمية المستدامة والتضامن والتنوع الثقافي وحقوق الإنسان وحق التعليم. وأشار إلى أن الإمارات شديدة الحرص على تعزيز وتطوير علاقاتها الخارجية وتقوية أواصرها بالتركيز على التبادل الثقافي والانفتاح الحضاري بناءً على استراتيجية ثقافية مستدامة تعكس الصورة الطموحة لتوجهات الدولة المستقبلية. من جهته، قال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: إن العلاقات الإماراتية الفرنسية الثقافية تتميز بالعمق؛ إذ يجمع البلدين الصديقين الكثير من الرؤى والأهداف المشتركة، وتمتد أواصر التعاون بينهما وتتنوع في المجالات كافة. وأضاف: إن التعاون الثقافي بين البلدين شهد ارتفاعاً كبيراً في مستواه بافتتاح متحف اللوفر أبوظبي سنة 2017، ليكون أول متحف دولي في العالم العربي، وأكبر مشروع ثقافي لفرنسا في الخارج، كما شهد عام 2018 إطلاق المرحلة الثانية من الحوار الثقافي الإماراتي الفرنسي، وانتساب دولة الإمارات إلى المنظمة الدولية للفرنكوفونية. وأكد أن مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، حريص على أن تكون مبادراته نابعة من توجهات القيادة الحكيمة الهادفة لتعزيز مستويات التعاون الإماراتي مع دول العالم. وقد كانت اللغة الفرنسية في مقدمة اللغات التي شملتها مبادرة المركز الخاصة بدراسة تاريخ اللغة العربية والعلاقات التبادلية بينها وبين اللغات والثقافات الأخرى. وتابع بن تميم: من أبرز الكتب التي صدرت في هذا الصدد كتاب «اللغة العربية كنز فرنسا» للباحث الفرنسي المرموق الذي شغل منصب وزير الثقافة ووزير التعليم العالي في فرنسا، ورئيس معهد العالم العربي في باريس، جاك لانغ، الذي يتتبع في كتابه أثر اللغة العربية في اللغة الفرنسية. ومن ضمن الكتب التي أصدرها مركز أبوظبي للغة العربية بهدف إثراء التعارف بين الثقافتين العربية والفرنسية كتاب «باريس في الأدب العربي» للدكتور خليل الشيخ، وهو دراسة مهمة تحلل حضور باريس في الأدب العربي الحديث. مبادرات دولية ولفت إلى أن مركز أبوظبي للغة العربية يدير عدداً من المبادرات الدولية بالتعاون مع مؤسسات وهيئات ثقافية وأدبية فاعلة إقليمياً ودولياً عبر اتفاقات محددة تستهدف خدمة اللغة العربية، ويأتي «معهد العالم العربي في باريس» في مقدمة تلك المؤسسات التي تتنوع أشكال التعاون معها من أجل إثراء حالة الحوار بين الثقافة العربية وثقافات العالم. وأضاف: نظم الطرفان نشاطاً نوعياً بعنوان «ترجمة» في مقر معهد العالم العربي في باريس، ناقشا خلاله تحديات ورهانات الترجمة بين اللغتين العربية والفرنسية، في ضوء تاريخ ومستقبل اللغة العربية في فرنسا، بوصفها اللغة الثانية الأكثر استخداماً هناك، ما أسفر عن خطة للتعريف بالأدب والشعر الفرنسيين في العربية من خلال مختارات تترجم إلى العربية ضمن مشروع كلمة للترجمة. وأردف بن تميم: يتعاون مركز أبوظبي للغة العربية مع معهد العالم العربي في باريس في الترويج لاختبار الكفاءة في اللغة العربية «سمة»، الذي من شأن تطبيقه أن يضفي قدراً من الجدية في التعامل الرسمي مع اللغة العربية في الهيئات والمؤسسات والجامعات في العالم، على غرار لغات أخرى تشترط مستويات إجادة محددة للمتحدثين بها. في خطوة تضمن انتشار معرفة منضبطة باللغة العربية وتسهم في حضورها عالمياً. وقد كان لمشاركتنا نتائج طيبة بأن تصدرت الإمارات مركزاً متقدماً في أعداد المتقدمين للاختبار خلال العام الماضي. وختم بن تميم: يشارك معهد العالم العربي في باريس بجناح خاص في الدورة الثانية والثلاثين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب جنباً إلى جنب مع عدد من أبرز الناشرين الفرنسيين الذين يعرضون مجموعة كبيرة من الكتب الصادرة حديثاً باللغة الفرنسية. تعاون مشترك بدوره، أكد المهندس رشاد بوخش، رئيس جمعية التراث العمراني في الإمارات، التعاون المشترك بين البلدين، وقال: إن التعاون الثقافي بدأ منذ قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة. حيث قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بعدة زيارات لفرنسا سابقاً، ونلاحظ أن هناك زيارات عدة قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى فرنسا لاستكمال العلاقات الأخوية القوية. وتابع بوخش: يعد متحف اللوفر أبوظبي أكبر تعاون بين الإمارات وفرنسا في الجانب الثقافي، وفي 2018 بدأ الحوار الثقافي الإماراتي الفرنسي، وكانت هناك ندوات ومناقشات في هذا الجانب، إضافة إلى التحالف الدولي لحماية التراث، وقد أسهمت الإمارات وفرنسا بمبلغ 45 مليون دولار بالتعاون مع اليونسكو. دور كبير وأضاف بوخش: أسهمت الإمارات في تطوير معهد العالم العربي الموجود في باريس، الذي يقوم بدور كبير في نشر الثقافة العربية في فرنسا وأوروبا في مجالات عدة. وذلك من خلال المعارض والندوات، إضافة إلى قاعة الشيخ زايد في متحف اللوفر في أبوظبي، إذ تم الاعتناء بهذه القاعة من قبل دولة الإمارات، وسميت القاعة بقاعة الشيخ زايد في متحف اللوفر في أبوظبي، كما أسهمت دولة الإمارات بترميم المسرح الإمبراطوري لقصر فونتينبلو بالقرب من باريس بقيمة 10 ملايين يورو، وبناءً عليه سمي المسرح باسم المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :