تعد العلاقات الثقافية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الفرنسية أحد الأسس المهمة والراسخة للعلاقات القوية والمتينة بين البلدين التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مع الرئيس الفرنسي الأسبق جيسكار ديستان. ومنذ عقود شهدت هذه العلاقات زخماً وألقاً كبيرين، ففي عام 2006 تم توقيع اتفاقية بين البلدين لإنشاء جامعة السوربون في أبوظبي، وفي 2007 تم توقيع اتفاقية أخرى لإنشاء متحف اللوفر الذي افتتح في 2018 ليصبح أول متحف دولي في العالم العربي وأكبر مشروع ثقافي لفرنسا في الخارج، وقال عنه الرئيس الفرنسي وقتها إن هذا الحدث يعتبر رسالة عالمية لتعزيز الحوار بين الحضارات. وتم إعلان العام نفسه عاماً للتعاون الثقافي الإماراتي الفرنسي، وتم خلاله إطلاق إذاعة باللغة الفرنسية في الدولة تبث برامجها ثلاث مرات أسبوعياً. تعزيز مكانة اللغة العربية لتعزيز مكانة «العربية» لغة عالمية في مجالات المعرفة والتواصل والثقافة والإبداع، وبهدف نشرها على أوسع نطاق بين لغات العالم، وقّع مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، اتفاقية شراكة مع «معهد العالم العربي» في باريس، إحدى المنظمات العالمية العريقة التي تكرس جهودها لدعم الثقافة العربية وربطها بالثقافات الإنسانية الأخرى. وكذلك اتفاقية تروج «للشهادة الدولية للكفاءة في اللغة العربية» عبر مركز أبوظبي للغة العربية لتقييم الكفاءة في اللغة العربية الفصحى الحديثة في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومن خلال اتفاقية الشراكة سيتعاون مركز أبوظبي للغة العربية ومعهد العالم العربي لتحقيق مجموعة من الأهداف التي تخدم استراتيجية وخطط الجانبين، حيث ستشمل دعم «شهادة الكفاءة الدولية في اللغة العربية» أو شهادة «سمة»، التي أطلقها المعهد في 2018، والمعترف بها من قبل المؤسسات الأكاديمية الدولية، وتُمنح للأفراد والمؤسسات بناء على اختبار علمي لتقييم كفاءاتهم في الفهم والتعبير باللغة العربية. فعاليات مشترَكة في إطار اتفاقية مركز أبوظبي للغة العربية مع معهد العالم العربي بباريس، يتم التعاون مع «الرابطة الفرنسية» التي تقع تحت إدارتها مراكز تقديم اختبار «سمة» في دولة الإمارات، بهدف الترويج للاختبار، والتنسيق مع جميع المراكز لتقديم تقارير عن عدد المسجلين في الاختبار سنوياً ومستوى كفاءتهم، وتبادل المعلومات حول مؤشرات الأداء الرئيسة. كما يعمل الجانبان على تنظيم فعاليات مشترَكة بالتزامن مع المناسبات العالمية الداعمة للغة العربية، مثل «اليوم العالمي للغة العربية»، الذي يصادف يوم 18 ديسمبر من كل عام. وتشمل مجالات التعاون بين الطرفين أيضاً مسألةَ تعميم الخبرات في مجال اللغة العربية على نطاق أوسع، عبر الدعوات المتبادَلة للمشاركة في المؤتمرات والمطبوعات وتنظيم الفعاليات الثقافية. بالإضافة إلى وضع فعاليات وكتب ومناهج مشتركة، بما يحقق أهدافهما. فضلاً عن اتفاق الجانبين على خطة عمل لإصدار التقارير العلمية المتخصصة عن حالة اللغة العربية في مجالات استخدامها في كل من فرنسا وأوروبا. شبكة تدريسية فيما يخص اللغة الفرنسية، بالإضافة إلى الرابطة الثقافية الفرنسية في أبوظبي والرابطة الثقافية الفرنسية في دبي، توجد أيضاً سبع مؤسسات تعليمية فرنسية داخل الإمارات، وتعتبر هذه المدارس السبع، سادس شبكة مدرسية فرنسية على مستوى العالم من حيث الأعداد، حيث تضم أكثر من عشرة آلاف طالب من الفرنسيين والإماراتيين وطلاب من دول أخرى، ويتسم المشروع التربوي لهذه المؤسسات بالانفتاح على ثقافة الدولة، بالإضافة إلى المشاريع الثقافية الكبرى والعلوم والابتكارات واللغات الحية.
مشاركة :