في خطبته بجامع الامام الصادق (ع) في الدراز يوم الجمعة (5 فبراير) 2016 يؤكد لنا الشيخ الجليل محمد صنقور ان الحوار ضرورة وطنية ولا خشية من فشله اذا خلصت النوايا واحسب ان استثناء اخلاص النوايا وطنيا هو مربط الفرس للطرفين المتحاورين في الوصول الى نتائج ايجابية في الحوار وهو ما يعني ان نوايا الطرفين في الحوار السابق كانت خالية الوفاض من الاخلاص مما ادى الى فشل الحوار ويؤكد الشيخ محمد صنقور انه لا خشية من فشل الحوار: اذا خلصت النوايا فهو - أي الحوار - مرشح قوي للنجاح حين يكون العزم منعقدا على انجاحه ويكون الحوار هو الخيار الذي ليس وراءه خيار ولا غبار على ذلك في ان يكون الحوار هو الطريق الامثل لتذليل كل العقبات التي تعترض المتحاورين في الوصول الى تفاهم يرضي ممثلي الاطراف المتحاورة! ولكن كيف للطرفين المتحاورين ان يدرك احدهما الآخر اخلاص نوايا الطرف الآخر؟! أيمكن لطرف ان يفتش نوايا الطرف الآخر للوقوف على اخلاصه من عدمه؟! واحسب ان توغل الاشكال الاجتماعي والسياسي المرتبط بمصادر متفجراته المذهبية الطائفية تكشفت أكثر غوغائيتها في ازمة (الدوار) في المناداة باسقاط النظام واقامة الجمهورية الاسلامية اضافة الى بذاءات الشتم ضد جهات رسمية وهو ما ادى الى تكريس الاجراءات الامنية بعد ان بلغ سيل الغوغائية زباها الطافي في استعداء الجمهورية الاسلامية الايرانية ضد الوطن البحريني! كيف يدرك الآخر نوايا الآخر في اخلاصه للآخر؟! رغم ان طرفا لم يعترف لطرف بما قام به ودعا اليه وخاض عنفه وإرهابه وكان للحوار فيما عرف بحوار (البسيوني) صولات وجولات بين الطرفين ولم تكن النوايا في الاخلاص على ما يرام الامر الذي ادى الى فشل الحوار لان ذاكرة 14 فبراير في الدوار هي السائدة لطرف ضد الطرف الآخر والذي ما برح يتسكع متباهيا في ذاكرتها، الامر الذي دفع بالوطن البحريني الى متاهة الانقسامات الطائفية التي ما برحت وعلى مدى خمس سنوات أو أكثر تستجلي ذاكرتها الارهابية فرائص الغوغائية الطائفية.. وكم كان الواقع مذلا ان يتكشف لاحقا ان قائد الاعمال الارهابية في الدوار احد الاشخاص النكرة الذي يلاقي السجن في بريطانيا لارتباطه بجهات ارهابية وكان ان حكم في احدى المحاكم البحرينية بتهمة التكسب من مصادر لا اخلاقية! ان اخلاص النوايا أيها الشيخ الجليل صنقور يتجلى واقعا واضحا لا غبار عليه تجاه الانتماء الوطني للبحرين في الحرية والاستقلال وهو ما يقضي شجب ورفض وادانة التدخلات الايرانية الوقحة في الشأن البحريني الداخلي وان يتجلى الوطن البحريني في وطنيته وليس في طائفيته وفي الدفاع عن عروبة البحرين والنأي بها وطنيًا خارج سوق النخاسة الايرانية الذي يطيب للبعض ان يدفع بها في حضن ولاية الفقيه: كل ذلك يصقل اخلاص النوايا وطنيًا للبحرين ويعبّد طريق الحوار الى منجز النجاح! إن اخلاص النوايا وطنيًا وليس طائفيًا.. اخلاص النوايا بحرينيًا وليس ايرانيًا.. وعلى ايقاع هذا التوجه الوطني لكم دور ايها الشيخ الجليل صنقور في حل عقدة اخلاص النوايا التي تستجلي الوطن وليس طائفة الوطن بحرينيًا عربيًا وليس ايرانيًا ظلاميًا ولكم من الشجاعة الادبية في ان تدلوا بدلوكم الوطني في هذا الخصوص!
مشاركة :