في خطبته بجامع الامام الصادق (ع) في الدراز يوم الجمعة في 12 فبراير 2016 كرر الدعوة الى حوار جاد قائلاً: تمضي الايام والسنون والازمة السياسية في البلاد تراوح مكانها فلا الشعب قادر على التخلي عن مطالبه لانها عادلة وضرورية وملحة ولا يظهر من الدولة انها بصدد التخلي عن سياسة الاعراض والمراوحة، وذلك هو ما انتج بقاء الازمة عالقة تنتظر الاقدار التي لا تخضع لإرادة احد وهو قول لا يحتمل الدقة ولا الموضوعية فالأزمة السياسية بين طرفين المعارضة والجهات الرسمية الدولة، أما اقحام الشعب والتحدث باسمه فذلك امر لا يحتمل الحيثيات الموضوعية وما هي الاقدار - حفظك الله - شيخ صنقور التي لا تخضع لإرادة احد أفي السياسة اقدار؟! وكنت تمنيت على الشيخ محمد صنقور ان لا يلوح بأقدار خارج الوطن وخارج الحوار الذي يدعو اليه وإنما يضع الازمة السياسية ضمن السبب والنتيجة فليس هناك ازمة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية او ثقافية خارج اطار السبب والنتيجة ولا يمكن لحوار جاد ان يأتي بحقيقة نجاحه خارج اطار السبب والنتيجة وعلى الطرفين المتحاورين ان يدين ويشجب احدها السبب والآخر النتيجة، ان هذين السبب والنتيجة هما اللذان اوديا بالمجتمع البحريني الى ازمة سياسية وعلى الطرفين المتحاورين ان يكونا على مستوى من الشجاعة الادبية في الوقوف وطنيا: احدهما يدين السبب والآخر يدين النتيجة! ولا يمكن لسياسي ان يعول على الاقدار فالأقدار بيد الله والناس سياسيًا في شؤون دنياهم وليس في شؤون دينهم ولذا فالأقدار في الدين وليس في السياسة ويرى الشيخ صنقور وهو على حق: ان ما يطمح اليه الناس التعايش والعيش الكريم والامن والاستقرار للجميع والحرية والعدالة والشراكة في صناعة القرار والبناء للوطن والضمان لمستقبل واعد يقوم على اسس وثيقة تقتضي بطبيعتها الديمومة والثبات تلك هي مصالح الناس وذلك هو ما يأملونه في وطنهم ولا يجد من احد مندوحة تبرر له التنكر لعدالة هذه المطالب أو التنكر لضرورتها ومسيس الحاجة اليها. وذلك ما يتمناه الجميع حكومة وشبعًا والسعي الى تحقيقه ولا يمكن لاحد من الطرفين الذي يراد لهم الحوار رفض مثل هذه المطالب الوطنية ان حسن النوايا في اخلاصها ايها الشيخ الجليل محمد صنقور وأن ابواب الولوج اليها ترتبط بالدرجة الاولى في صفائها ونقائها وضمن فن الممكن في السياسة وليس في مستحيلها، وذلك في جعل هواجس وطنية المواطنة فوق كل شيء. إن جدلاً يرتبط بالإخلاص وحسن النوايا، فالإخلاص يفعّل حسن النوايا وحسن النوايا يفعّل الاخلاص بين الطرفين المتحاورين. وها نحن والوطن البحريني يحتفل وطنيًا بالميثاق الوطني: وهو مدخل في الاخلاص الوطني في الابتهاج في ذاكرته وطنيا يؤسس حسن النوايا. ألا يجدر بالمواطنة المخلصة ذات النوايا الوطنية الحسنة ان تسهم في مشاركة الجميع دون استثناء. إن فرحة ذكرى منجز الميثاق الوطني: الا يجدر بك وأنت تدعو للحوار ان تصوب ارادة الجميع وطنيا في الاحتفاء بذاكرة الميثاق الوطني والعمل على تفعيله وتحديث ارادته الوطنية على طريق المصالحة الوطنية. بلى ايها الشيخ الجليل محمد صنقور ان الطائفية البغيضة تأخذ تأثيراتها في الازمة السياسة وهي فيها ومنها والتي تشق طائفيا قلب الوطن وتضع حاجزا نفسيا كريها بين الطائفتين الكريمتين وان نفيها وابعادها تعسفا من الازمة السياسية واقع له ابعاده الطائفية المقيتة، وذلك خلاف ما ترى قائلاً: ان دعوى طائفية الحراك المطلبي هاجس افتعله رجال بعضهم مسكون بالحس الطائفي والبعض الآخر وجد ان مصالحه الشخصية غير متناغمة مع مطالب الناس ولهذا، وذاك عمل هؤلاء جاهدين على استعداء طائفة كريمة على طائفة اخرى. ليكن هذا أو ذاك: ولكم اتمنى عليك ومن على منبر جامع الامام الصادق (ع) ان تشيد بفرحة ذكرى الميثاق الوطني وتدعو الجميع للاشادة به واحسب ان في ذلك رفضًا للطائفية ودفعًا لإرادة الاخلاص في حسن النوايا وذلك في اداء فتح طاولة الحوار من اجل تذليل كل الصعوبات والعقبات للوصول الى منجز وطني يرضي الجميع ويفل عضد الازمة السياسية والطائفية!
مشاركة :