تحليل إخباري: مراقبون فلسطينيون: إسرائيل دفعت "ثمنا كبيرا" ولم تحقق "نصرا استراتيجيا" في قطاع غزة

  • 5/11/2023
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

يرى مراقبون فلسطينيون أن إسرائيل رغم تفوقها العسكري دفعت "ثمنًا كبيرًا"، ولم تحقق "نصرا استراتيجيا" في قطاع غزة خلال موجة التوتر الحالية على الرغم من اغتيالها 4 من قادة الجناح العسكري لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي. وقال المراقبون في تصريحات منفصلة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن إسرائيل أرادت الهروب من أزمتها الداخلية في الائتلاف الحكومي عبر توجيه ضربات لحركة الجهاد الإسلامي، ولكن ذلك لم يستطع كسر الحركة في قطاع غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي (الثلاثاء) الماضي تنفيذ "موجة تصفيات" ضمن عملية "السهم الواقي" لاستهداف قادة من الصف الأول في سرايا القدس، ومواقع لإنتاج الأسلحة ومجمعات عسكرية تابعة للحركة في قطاع غزة. وأسفرت العملية حتى الآن عن مقتل 25 فلسطينيا بينهم 5 أطفال و4 نساء ومسنان اثنان، وإصابة أكثر من 70 آخرين بجروح متفاوتة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، بالإضافة إلى تدمير عدد من المنازل والشقق السكنية. ووفقا للمراقبين فإن إسرائيل لا تريد إطالة أمد هذه الجولة من القتال مع قطاع غزة حتى لا تخسر إنجازها المحدود من ناحية، وعدم إثارة الشارع لديها لأن هناك شبه شلل في الحياة في كثير من المواقع. يقول أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية في جامعة بيرزيت بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية غسان الخطيب إن سياسة الاغتيالات التي تقوم بها إسرائيل ضد قادة فصائل المقاومة الفلسطينية ليست جديدة، وتم تجربتها كثيرا جدا ولم تحد من قدرة الفصائل على الاستمرار في العمل وتوجيه الضربات ضد إسرائيل. وتابع الخطيب أن إسرائيل حققت أهدافا محدودة، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ذهب لجولة القتال الحالية لسببين، الأول داخليا يتعلق بضغوط من الحلفاء في اليمين، والثاني أنه كان هناك إطلاق صواريخ من لبنان وسوريا الشهر الماضي وإسرائيل لم ترد عليها. وتوقع الخطيب ألا تطول جولة القتال الحالية في قطاع غزة، لأنها تقتصر على حركة الجهاد الإسلامي وفي ظل الاتصالات المكثفة التي يقوم بها الوسطاء من مصر وقطر والأمم المتحدة للوصول إلى تهدئة. ويتفق أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس أبو ديس أحمد رفيق عوض مع سابقه بأن تصعيد الحكومة الإسرائيلية في غزة بهدف الخروج من الأزمة الداخلية التي تعيشها، وكذلك إضعاف غزة لمنعها من إمكانية الرد على تنظيم مسيرة الأعلام السنوية في القدس المقررة الأيام المقبلة. ويقول عوض إن الحكومة الإسرائيلية أرادت أن تستبق الأحداث وتضعف غزة وتنفي عن نفسها تهمة المعارضة الداخلية بأنها ضعيفة وأن ردود أفعالها تجاه القطاع كانت ضعيفة خلال المواجهات الأخيرة. ويرى أن الضغوط الدولية تجاه إسرائيل غير كافية ما جعلها تستغل ذلك في تنفيذ سياساتها وممارساتها، مشيرا إلى أن ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم يعد يهدد مصالح دولية واستطاعت إسرائيل منع تدويل القضية الفلسطينية. ورغم ذلك يشير إلى أن إسرائيل ترغب بإنهاء الجولة الحالية، خاصة لأنها لم تؤد إلى نصر استراتيجي بوقف إطلاق الصواريخ من غزة ما ألحق خسائر اقتصادية لديها وهي لا تحتمل هذا الوضع الاستثنائي في حالة الطوارئ، لافتا إلى أن غزة تتعرض منذ العام 2008 لضربات إسرائيلية لم تحقق خلالها نصرا استراتيجيا. ونفذت الفصائل الفلسطينية المسلحة، عملية "ثأر الأحرار" أمس (الأربعاء) بتوجيه ضربة صاروخية كبيرة بمئات الصواريخ لمواقع في مناطق غلاف غزة حتى مدينة تل أبيب. واعتبر مدير مركز ((مسارات)) في رام الله هاني المصري أن إسرائيل رغم تحقيقها لجزء من أهدافها باغتيال عدد من القادة البارزين في حركة الجهاد الإسلامي، لكنها لم تحقق أهدافها بالقضاء على الحركة أو كسر إرادتها في المقاومة. ويقول المصري إن حركة الجهاد رغم ما تعرضت لها من هجمات جوية على مدار 3 أيام، إلا أنها مستمرة في إطلاق القذائف الصاروخية من غزة تجاه إسرائيل، رغم أنها تستفرد بالحركة على الأرض. ويرى أن إسرائيل استطاعت أن تحدث شرخا بين الفصائل الفلسطينية، لأن من يقاتل عمليا هي حركة الجهاد الإسلامي ويطلق الصواريخ ويتلقى الضربات هي فقط، رغم التنسيق في الغرفة المشتركة للفصائل المسلحة. ورغم ذلك يرى المصري أن إسرائيل دفعت ثمنا كبيرا أيضا، عندما يضرب مئات الصواريخ في أقل من يوم واحد عليها وإحداث شبه شلل فهذا شيء يجب أن لا نقلل منه ومن تأثيره. ويشير المصري إلى أن السيناريو الأقوى أن يتم التوصل لاتفاق تهدئة كون كل طرف يستطيع أن يدعي الانتصار، كما أن استمرار جولة القتال مكلفة لكلا الطرفين، ولذلك لا يريدان استمرارها. وأوضح أن إطالة أمد الجولة قد تؤدي لانضمام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع إليها وقتها يصبح إمكانية وقف إطلاق النار أصعب وأيضا إمكانية دخول جبهات أخرى أكبر وهذا لا تريده إسرائيل.

مشاركة :