حذر الخبير الاقتصادي والحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، بول كروجمان، من أن أمريكا تعيش أوقاتا صعبة، حيث تقترب من احتمالية التخلف عن السداد لديونها، معتبرا أن الأمر حقيقي للغاية وليس خيالاً أو مزحة، ناصحا الإدارة الأمريكية بالعمل فورا على إلغاء سقف الديون . وحذر كروجمان في مقال رأي لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، من أن "احتمال أن تكون الحكومة الفيدرالية قريباً غير قادرة على تمويل عملياتها العادية أصبح حقيقة واقعة". ورغم هذا الوضع الصعب، قال كروجمان إن الوضع المالي لأمريكا ليس سيئًا مثل البلدان الأخرى التي تخلفت عن سداد ديونها، مثل اليونان في عام 2009. وأضاف: "إذا حدث ذلك، فسيكون ذلك لأن الجمهوريين في مجلس النواب يحاولون استخدام سقف الديون لابتزاز إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالحصول منها على تنازلات سياسية لصالحهم، وذلك لأنه لن تكون لديهم فرصة أخرى للحصول على ما يرغبون في سنه من خلال العملية التشريعية العادية". وعليه، يقول كروجمان، أن بايدن لديه خيارات محدودة للتعامل مع ألاعيب الجمهوريين. ويعد أحد الحلول التي يطرحها الحائز على نوبل، اقتراح غريب، بسك عملات بقيمة تريليون دولار لإيداعها في الاحتياطي الفيدرالي. أما الحل الثاني، فهو يتمثل في إصدار سندات متميزة، تكون سندات دين تُباع بسعر أعلى من القيمة الاسمية. واعتبر كروجمان، أنه في الواقع، سيسمح كلا الإجراءين للحكومة الأمريكية باقتراض المزيد من الأموال، حتى لو فشل المشرعون في رفع سقف الديون، وهو حل يعطي فيه كروجمان ضوء لحكومة بايدن لتتجاوز الجمهوريين وتجنب حافة الهاوية هذه. يأتي ذلك في الوقت الذي يقترب فيه الموعد النهائي لتخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها، حيث قدرت وزيرة الخزانة جانيت يلين أن الحكومة قد تنفد السيولة لديها في وقت قريب جداً، وذلك بحلول 1 يونيو المقبل، أي أن أمريكا قد تدخل الأزمة بعد 20 يوماً فقط. وحذر الخبراء من أن الفشل في القيام بذلك في الوقت المناسب قد يؤدي إلى أزمة مالية، مما يزيد من المخاطر مع استمرار صانعي السياسة الأمريكية في الشجار حول الشروط اللازمة لرفع حد الدين. لفت كروجمان، إلى أنه حتى لو باعت الولايات المتحدة سندات متميزة بأكثر من قيمتها الاسمية، فلن تكون الدولة الأولى التي تتلاعب بديونها. وقال إنه حتى عام 2015 ، كان جزء من ديون المملكة المتحدة يتألف من السندات التي دفعت كقسيمة ولكنها لم تستحق أبدًا، مما يعني أنه ليس لها قيمة اسمية.