النيابة تترافع في قضية «التجديد» وتتساءل:هل التسفيه والسخرية بالأنبياء تمثل فكرا وحرية تعبير؟!

  • 5/15/2023
  • 02:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

استمعت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الاستئنافية‭ ‬لمرافعة‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬متهمي‭ ‬جمعية‭ ‬التجديد‭ ‬الصادر‭ ‬بحقهما‭ ‬حكم‭ ‬بالحبس‭ ‬مدة‭ ‬سنة،‭ ‬حيث‭ ‬أكدت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬باشرت‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬أفعال‭ ‬محددة‭ ‬تشكل‭ ‬جرائم‭ ‬أثمها‭ ‬القانون‭ ‬وقرر‭ ‬عنها‭ ‬عقوبات‭ ‬محددة،‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬لا‭ ‬زال‭ ‬دفاع‭ ‬المتهمين‭ ‬يتبنى‭ ‬منهج‭ ‬الجدلية‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬محل‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬القضاء،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لمحاولات‭ ‬للانخلاع‭ ‬من‭ ‬المسئولية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حديث‭ ‬مباشر‭ ‬وغير‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬مفهوم‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬وكأن‭ ‬قيم‭ ‬حرية‭ ‬الفكر‭ ‬والحق‭ ‬في‭ ‬ابداء‭ ‬الرأي‭ ‬منعدمة‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬التشريعية‭ ‬الوطنية‭.‬ حيث‭ ‬أكدت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الدستور‭ ‬قرر‭ ‬في‭ ‬أصله‭ ‬العام‭ ‬الحريات‭ ‬ثم‭ ‬ترك‭ ‬للقانون‭ ‬تنظيمها‭ ‬وضبطها،‭ ‬حيث‭ ‬فرض‭ ‬على‭ ‬ممارسيها‭ ‬واجبات‭ ‬ومسئوليات‭ ‬ينظمها‭ ‬القانون‭ ‬الوطني‭ ‬لأغراضٍ‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الآخرين‭ ‬وحماية‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬والنظام‭ ‬العام‭ ‬والآداب‭ ‬العامة،‭ ‬حيث‭ ‬لكل‭ ‬انسان‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يؤمن‭ ‬بما‭ ‬يشاء‭ ‬ويعتنق‭ ‬ما‭ ‬يريد‭ ‬ويتدبر‭ ‬ما‭ ‬عن‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يتدبر‭.‬ في‭ ‬حين‭ ‬تساءلت‭ ‬ممثلة‭ ‬النيابة‭ ‬في‭ ‬مرافعتها‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬هل‭ ‬التسفيه‭ ‬والاستهجان‭ ‬والسخرية‭ ‬بالأنبياء‭ ‬يمثل‭ ‬فكراً‭ ‬وحرية‭ ‬التعبير؟‭ ‬أم‭ ‬هو‭ ‬تعدٍ‭ ‬على‭ ‬الدين‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬على‭ ‬حرية‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بتسفيه‭ ‬ما‭ ‬يؤمنون‭ ‬به؟‭ - ‬ثم‭ ‬تابعت‭ - ‬هل‭ ‬انكار‭ (‬صريح‭) ‬قول‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬وتكذيبه‭ ‬تعالى‭ ‬فيما‭ ‬أخبر‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬الكريم‭ ‬يعد‭ ‬فكراً‭ ‬وممارسة‭ ‬نزيهة‭ ‬ومنضبطة‭ ‬لحرية‭ ‬ابداء‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير؟‭ ‬أم‭ ‬هو‭ ‬تعدٍ‭ ‬على‭ ‬الدين‭ ‬الاسلامي‭ ‬بتغيير‭ ‬محتوى‭ ‬القرآن‭ ‬وابداله‭ ‬بمزاعم‭ ‬وادعاءات‭ ‬مكذوبة؟‮»‬‭.‬ كانت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬قد‭ ‬تلقت‭ ‬بلاغاً‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وآخر‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬مكافحة‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬بقيام‭ ‬المتهمين‭ ‬الثلاثة‭ ‬وهم‭ ‬أعضاء‭ ‬بـ«جمعية‭ ‬التجديد‭ ‬الثقافيـة‮»‬‭ ‬بنشر‭ ‬مدونات‭ ‬وإذاعة‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الحلقات‭ ‬عبر‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬حول‭ ‬سير‭ ‬الرسل‭ ‬والأنبياء‭ ‬تضمنت‭ ‬تكذيباً‭ ‬لما‭ ‬ورد‭ ‬بالقرآن‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬شأنهم‭ ‬وتهكماً‭ ‬بما‭ ‬خصهم‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬من‭ ‬آياته‭ ‬الكونية‭ ‬والبشرية،‭ ‬ونالوا‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬أسس‭ ‬العقيدة‭ ‬الإسلامية‭.‬ وباشرت‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬البلاغين‭ ‬فور‭ ‬ورودهما‭ ‬حيث‭ ‬اطلعت‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬نشره‭ ‬المتهمون‭ ‬من‭ ‬المدونات‭ ‬ومقاطع‭ ‬الفيديو،‭ ‬فيما‭ ‬تم‭ ‬استطلاع‭ ‬رأي‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬الذي‭ ‬انتهى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المتهمين‭ ‬قد‭ ‬أنكروا‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬معلوم‭ ‬من‭ ‬الدين‭ ‬بالضرورة‭ ‬كإنكار‭ ‬معجزات‭ ‬الأنبياء‭ ‬–‭ ‬عليهم‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬–‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وصفها‭ ‬بالخرافة‭ ‬وبأنها‭ ‬محكيات‭ ‬شعبية‭ ‬مكتوبة‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬مزاعمهم‭ ‬المغلوطة‭ ‬في‭ ‬أصل‭ ‬الخلق،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬مخالفة‭ ‬صريحة‭ ‬لنصوص‭ ‬قطعية‭ ‬الثبوت‭ ‬والدلالة‭ ‬من‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬والسنة‭ ‬النبوية‭ ‬الشريفة‭. ‬‮‬كما‭ ‬استجوبت‭ ‬النيابة‭ ‬المتهمين‭ ‬وواجهتهم‭ ‬بما‭ ‬نشروه،‭ ‬واستمعت‭ ‬إلى‭ ‬أقوال‭ ‬الشهود،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬أمرت‭ ‬بإحالة‭ ‬المتهمين‭ ‬إلى‭ ‬المحاكمة،‭ ‬وخلال‭ ‬جلسات‭ ‬المحاكمة‭ ‬قدمت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬مرافعتها‭ ‬الشفوية‭ ‬والكتابية‭ ‬مؤكدةً‭ ‬على‭ ‬دفاعها‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬الاعتقاد،‭ ‬وأن‭ ‬المتهمين‭ ‬انتهكوا‭ ‬هذه‭ ‬الحقوق‭ ‬بالإجتراء‭ ‬والتعدي‭ ‬على‭ ‬دين‭ ‬الإسلام‭ ‬الحنيف‭ ‬شرعةً‭ ‬وكتاباً‭ ‬ورموزاً،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬قيامهم‭ ‬بتكذيب‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬بإنكارهم‭ ‬ونفيهم‭ ‬مما‭ ‬قُص‭ ‬من‭ ‬سير‭ ‬الأنبياء‭ ‬والخلق،‭ ‬إضافة‭ ‬لتجاوزهم‭ ‬لما‭ ‬أُتيح‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬حرية،‭ ‬باستهجانهم‭ ‬عقائد‭ ‬الناس‭ ‬والسخرية‭ ‬من‭ ‬ثوابتهم‭.‬

مشاركة :