حسام الدجني يكتب: قراءة في معركة ثأر الأحرار

  • 5/15/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ثأر الأحرار اسم أطلقته الغرفة المشتركة مقابل ما قام به الاحتلال الصهيوني من عملية إجرامية راح ضحيتها أكثر من ثلاثين شهيداً جلهم من المدنيين، وقد أطلق عليها اسم السهم الواقي. السهم الواقي أراد منها نتانياهو تحقيق ثلاثة أهداف هي: الانصياع إلى تهديدات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ودفعه للتراجع عن قرار عدم التصويت في الكنيست لصالح  الائتلاف الحاكم الذي يقوده نتنياهو. الخروج من حالة الضغط من اليمين المتطرف بقبول تغيير مسار مسيرة الأعلام لتدخل الحي الإسلامي، وهو ما قد يفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وتكون إسرائيل على موعد مع سيف القدس 2، والتي أحد أهم احتمالاتها هو تحرك جبهات عديدة في مواجهة إسرائيل، كون القدس قضية يجمع عليها الجميع داخلياً وخارجياً، ولكي يخرج من المعضلة كان لا بد أن يذهب إلى اغتيال قادة في غزة. استعادة حالة الردع حتى لو إعلامياً أمام جمهوره، من خلال صور أشلاء الشهداء والركام وعدد الغارات، والهدف هو كبح جماح المقاومة الفلسطينية وعلى وجه الخصوص حركة الجهاد الإسلامي، وذراعها المسلح سرايا القدس. من الناحية النظرية حقق نتانياهو هدف إعادة بن غفير إلى حظيرته، وحقق عبر قتله الأطفال والنساء وبعض القادة من سرايا القدس تسويق صور بطولة زائفة من أجل الادعاء بأنه استعاد قوة الردع، وكذلك أشعل شرارة عدوانه بعد اغتياله لثلاثة قادة من سرايا القدس في استباق لسيناريو اندلاع مواجهة محتملة مع غزة في ظل الحشد الصهيوني يوم 18/5/2023م وهو موعد مسيرة الأعلام، وبذلك دخوله في معركة عنوانها القدس قادرة على حشد جماهير الأمة وربما تحرك جبهات عديدة ضد إسرائيل. رغم كل ما سبق إلا أن عملية ثأر الأحرار التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية، أفسدت أحلام نتنياهو، كيف ولماذا؟ نتنياهو وأركان حكومته كان يحلم بأن يقوم باغتيال قادة سرايا القدس، فتقوم السرايا بإطلاق عدة قذائف ثم ينتهي المشهد بالعودة إلى التفاهمات، إلا أن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية أفسدت هذا التقدير، لتضع نتانياهو في ورطة ليس من السهل الخروج منها، تمثلت فيما يلي: لأول مرة تنجح فصائل المقاومة بالوقوف وقفة رجل واحد والالتزام بقرار الغرفة المشتركة، وبدأ ممارسة تكتيك عسكري جديد تمثل في الصمت لمدة 35 ساعة أسفرت عن ما يلي: منحت المجتمع الدولي فرصة لمتابعة ومراقبة حجم الجريمة الصهيونية بحق عوائل تم قصفها وقتلها في غزة. فرضت حظراً للتجوال على دولة الكيان، ودفعت سكان الغلاف للنزول إلى الملاجئ، أو الذهاب إلى مدن الوسط. بدأت عملية ثأر الأحرار، وأطلقت القذائف والصواريخ المصنعة محلياً باتجاه المدن الصهيونية ومنها تل أبيب وأسفرت عن وقوع قتلى وجرحى. على الفور بدأت جهود الوساطة الإقليمية والدولية بالتحرك من أجل احتواء الحدث، ونجحت القاهرة مشكورة بتحقيق اختراق تجسد باتفاق تهدئة دخلت حيز التنفيذ يوم أمس السبت 13/5/2023م، تضمن وقفاً لإطلاق النار واستهداف المدنيين وهدم المنازل، وهو ما يشكل انجازاً وطنياً تجسد بتضحيات شعبنا وتنسيق قواه الوطنية والإسلامية عسكرياً وسياسياً، وكذلك انجازاً للوسيط المصري ولجميع الدول التي ساندت تلك الوساطة، وبات اليوم من الضروري العمل على الحل الجذري للمشكلة والمتمثل بوجود احتلال غاشم على الأرض الفلسطينية، كما أيضاً مطلوب التحرك باتجاه كبح جماح الاحتلال ومنعها من استفزاز مشاعر المسلمين في شتى أنحاء المعمورة يوم مسيرة الأعلام حتى لا تنفجر الأوضاع مرة أخرى، كذلك ضرورة العمل على كسر حصار غزة ووقف الاعتداءات على شعبنا بالضفة والقدس.

مشاركة :