كشفت دراسة حديثة أن ثنائية اللغة في سن مبكرة يمكن أن تبطئ التدهور المعرفي لدى كبار السن وتحميهم من الخرف. ويوفر التحدث بلغتين الفرصة لتكوين صداقات والعمل في أي مكان تقريباً، خاصة إذا كانت اللغة الثانية هي الإنجليزية. وتشير دراسة جديدة الآن إلى أن ثنائية اللغة يمكن أن يكون لها أيضاً ميزة أخرى، وهي تحسين الذاكرة في سن الشيخوخة. ومن خلال دراسة مئات المرضى من كبار السن، وجدت مجموعة من الباحثين الألمان أن أولئك الذين تحدثوا لغتين كل يوم منذ صغرهم سجلوا درجات أعلى في اختبارات التعلم والذاكرة واللغة وضبط النفس من المرضى الذين يتحدثون لغة واحدة فقط. النتائج ، التي نُشرت في عدد أبريل (نيسان) من مجلة Neurobiology of Aging، تضيف إلى عقدين من العمل حول هذا الموضوع. وتشير إلى أن ثنائية اللغة تحمي من الخرف والتدهور المعرفي في وقت لاحق من الحياة. وفي السنوات الأخيرة، اكتسب العلماء مزيداً من المعرفة حول ثنائية اللغة وشيخوخة الدماغ، على الرغم من أن النتائج التي توصلوا إليها لم تكن متسقة. ووجد البعض أنه إذا أصيب الأشخاص الذين يتحدثون لغتين بالخرف، فسيحدث ذلك في سن أكبر من الأشخاص الذين يتحدثون لغة واحدة فقط. لكن الأبحاث الأخرى لم تكشف عن أي فوائد واضحة لازدواجية اللغة. ويتكهن علماء الأعصاب أنه نظراً لأن الأشخاص ثنائيي اللغة يتنقلون بين اللغات بطلاقة، فقد يكونون قادرين على تنفيذ استراتيجيات مماثلة في مواقف أخرى مثل تعدد المهام وإدارة المشاعر وضبط النفس، مما يساعد على تأخير الخرف عند تقدم العمر. ووفقاً لدراسة نُشرت في Nature Neuroscience في عام 2018، فإن ثنائية اللغة تخلق احتياطياً معرفياً يحمي من مرض الزهايمر. الدراسة الجديدة نظرت إلى 746 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 59 و 76 عاماً، ولم يكن لدى حوالي 40% من المتطوعين مشاكل في الذاكرة، بينما كان الباقون مرضى يعانون من الارتباك أو فقدان الذاكرة. وخضعوا جميعاً لاختبارات مختلفة: المفردات والذاكرة والانتباه والحساب. على سبيل المثال، طُلب منهم تذكر الكائنات المسماة سابقاً، وكتابة الكلمات للخلف، واتباع الأوامر المكونة من ثلاثة أجزاء، ونسخ الرسومات التي تم عرضها عليهم. وأظهرت النتائج أن المتطوعين الذين أبلغوا عن التحدث بلغة ثانية على أساس يومي بين سن 13 و 30 أو بين 30 و 65 حققوا درجات أعلى من حيث اللغة والذاكرة والتركيز والانتباه واتخاذ القرار من غير ثنائيي اللغة في ذلك العمر. ووفقاً لبون ليد تي، عالم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، والذي لم يشارك في البحث، فإن التحقيق في ثنائية اللغة في مراحل مختلفة من الحياة هو معيار مثير للاهتمام للغاية. وأضاف أنه "بسبب حجم العينة المثير للإعجاب، قد يكون مؤلفو الدراسة قادرين على توليد نتائج جديدة أخرى، مثل ما إذا كان العمر الذي يتعلم فيه الشخص كل لغة يؤثر على النشاط المعرفي لاحقًا في الحياة". ومع ذلك، ركزت الدراسة على جانب واحد فقط من ثنائية اللغة: الاستخدام اليومي للغتين لفترات طويلة من الزمن. ويمكن أن تكون الآثار الإيجابية على النشاط المعرفي ناتجة عن عوامل أخرى مثل العمر الذي تم فيه ترميز اللغتين في الذاكرة، أو نوع السكان أو تجارب حياة ثنائيي اللغة. واتفق خبراء آخرون على أن النتائج ربما كانت مختلفة لو سأل الباحثون المتطوعين عما إذا كانوا يتحدثون لغة ثانية مرة واحدة في الأسبوع، أو حتى أقل من ذلك، بدلاً من تحدثهم بها كل يوم، بحسب موقع بريكنغ ليتست نيوز.
مشاركة :