شهدت مناطق بشرق العاصمة السودانية الخرطوم اليوم (الاثنين) قصفا مكثفا من قبل سلاح الجو السوداني. وقال الجيش السوداني في بيان صحفي اليوم "تم التعامل مع إمداد لوجستي كبير من الأسلحة والذخائر والوقود للميليشيا المتمردة في عملية نوعية استهدفت بعض المناطق بمحلية شرق النيل وارتكازات حول مستشفى شرق النيل". وأضاف البيان "لا يوجد ضحايا من المواطنين الذين ابتعدوا عن منطقة مستشفى شرق النيل عقب الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها منسوبو الميليشيات المتمردة منذ دخولها للمنطقة". ومن جهتها قالت قوات الدعم السريع في بيان اليوم "قصفت الطائرات عددا من المناطق بالخرطوم من بينها مستشفى شرق النيل، مما تسبب في مقتل وإصابة العشرات من المواطنين الأبرياء وتدمير جزء كبير من المستشفى". وأصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانا أدانت فيه ما اسمته اعتداء قوات الدعم السريع على عدد من البعثات الدبلوماسية بالخرطوم. وقالت في بيان صحفي اليوم "قامت قوات الدعم السريع بالاعتداء والدخول عنوة إلى مقرات البعثات الدبلوماسية لكل من المملكة الأردنية وسفارة جنوب السودان وسفارة جمهورية الصومال وسفارة جمهورية يوغندا والملحقية العسكرية للمملكة العربية السعودية والملحقية العسكرية لدولة الكويت". وأشار البيان إلي أن قوات الدعم السريع قامت بالعبث بالمستندات وإتلاف الأثاث وسرقة الأشياء الثمينة، بما في ذلك أجهزة الحاسوب والسيارات الدبلوماسية دون مراعاتها للقانون الدولي والأعراف المعنية بحرمة وحماية مقرات وممتلكات البعثات الدبلوماسية. وفي سياق آخر أصدرت المفوضية القومية لحقوق الإنسان بالسودان (مستقلة) بيانا حول تطورات الأوضاع بالسودان. وجددت المفوضية مطالبتها لطرفي النزاع بالوقف الفوري والشامل لجميع الأعمال العدائية، كما طالبتهما باحترام قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان. وأوضحت المفوضية استخدام سلاح الطيران والأسلحة الثقيلة في محيط سكن المدنيين، وما ترتب عليه من وقوع ضحايا وجرحى في أوساط المدنيين. وطالبت المفوضية بإخلاء جميع المرافق الصحية والمرافق المدنية من جميع المظاهر المسلحة، كما طالبت طرفي النزاع بعدم استخدام هذه المرافق للأغراض العسكرية أو التعامل معها كأهداف عسكرية ، تحت أي ظرف من الظروف. ووفقا لأحدث إحصائية لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالسودان أمس (الأحد)، فإن عدد ضحايا الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ارتفع إلى 676 شخصا. فيما بلغ عدد الهاربين من الاشتباكات أكثر من 936 ألف شخص، منهم حوالي 736 ألف شخص نازح داخليا ، وحوالي 200 الف شخص عبروا إلى البلدان المجاورة. وبحسب الأمم المتحدة، فإن ثلثي سكان السودان، أو ما يقدر بـ15.8 مليون بحاجة إلى مساعدات إنسانية في عام 2023 في السودان، وتشير الأمم المتحدة إلى أن هذه الأرقام مرشحة للتزايد بسبب ظروف الحرب. وتحذر الأمم المتحدة من أن الأوضاع الإنسانية قد تسوء بشكل أكبر، إذا لم يتم ضمان فتح ممرات إنسانية آمنة لتوصيل المساعدات لمن يحتاجها. ووقع طرفا النزاع في السودان، الجيش وقوات الدعم السريع، في السعودية يوم 11 مايو الجاري على ((إعلان جدة))، وهو اتفاق مبادئ أولي للالتزام بالامتناع عن أي هجوم عسكري قد يسبب أضرارا للمدنيين، والتأكيد على حماية المدنيين، واحترام القانون الإنساني والدولي لحقوق الإنسان وفتح ممرات لإيصال المساعدات الإنسانية. ورغم الاتفاق يتبادل الجانبان الاتهامات بخرق مضمونه ومواصلة الاشتباكات المسلحة. ويشهد السودان منذ 15 إبريل الماضي مواجهات مسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
مشاركة :