تعهد كبير المشرعين الصينيين الزائر تشاو له جي بتعميق تعاون الصين مع المغرب، وتعزيز التبادلات البرلمانية بين البلدين. وتلبية لدعوة من رئيس مجلس النواب المغربي رشيد الطالبي العلمي، أجرى تشاو، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، زيارة رسمية ودية إلى المغرب استمرت من يوم الخميس حتى أمس (الأحد)، حيث عقد خلالها محادثات مع العلمي، ورئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، والخليفة الأول لرئيس مجلس المستشارين المغربي محمد حنين. وأثناء اجتماعه مع أخنوش، قال تشاو إنه في ظل التوجيه الاستراتيجي من الرئيس الصيني شي جين بينغ والعاهل المغربي الملك محمد السادس، شهدت العلاقات بين الصين والمغرب تطورا سريعا، حيث تعيش أفضل حالاتها على الإطلاق. ودعا كبير المشرعين الصينيين إلى مواصلة تنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه الرئيس شي والملك محمد السادس، والارتقاء بالشراكة الاستراتيجية بين الصين والمغرب نحو مستوى أعلى. وأعرب تشاو عن شكر الصين للمغرب لالتزامه بمبدأ صين واحدة، وتقديمه الدعم القيم للصين بشأن القضايا التي تتعلق بتايوان وشينجيانغ والتبت وحقوق الإنسان. كما أعرب عن استعداد الصين لتعميق التعاون مع المغرب في إطار مبادرة الحزام والطريق، وتنفيذ نتائج القمة الصينية العربية الأولى ومنتدى التعاون الصيني-الإفريقي (فوكاك) على نحو فعال، والاستفادة من إمكانات التعاون وتوسيع التبادلات الشعبية وتعزيز التعلم المتبادل بين الحضارتين والارتباطية الشعبية. كما أعرب تشاو عن استعداد الصين للعمل مع الدول العربية، بما في ذلك المغرب، لبناء مجتمع مصير مشترك صيني-عربي في العصر الجديد، من أجل خلق مستقبل أفضل للشراكة الاستراتيجية الصينية-العربية. ومن جانبه، قال أخنوش إن تأسيس الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والصين، والتي أعلن عنها الرئيس شي والملك محمد السادس عام 2016، تدشن عصرا جديدا من العلاقات الثنائية. وأكد أخنوش أن المغرب ملتزم بمبدأ صين واحدة، ويدعم الصين بقوة في حماية سيادتها الوطنية ووحدة وسلامة أراضيها. وأعرب عن الاستعداد لتعزيز التعاون مع الصين في مختلف المجالات، مثل تعاون الحزام والطريق، والتعاون في مجالات التجارة والاستثمار والتبادلات الشعبية، من أجل تعزيز تنمية العلاقات الثنائية. وخلال محادثاته مع العلمي وحنين، قال تشاو إن المغرب كان من أوائل الدول العربية والإفريقية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية، مضيفا أن البلدين حافظا بإخلاص على تطلعاتهما الأصلية إزاء مساعدة بعضهما البعض وتحقيق التقدم معا. وفي الوقت الذي يصادف فيه هذا العام الذكرى الـ65 لتأسيس علاقات دبلوماسية بين الصين والمغرب، دعا تشاو البلدين إلى دعم بعضهما البعض بشكل ثابت، وتعميق التعاون العملي، وتعزيز التنسيق متعدد الأطراف، وتعزيز تنمية الشراكة الاستراتيجية بين الصين والمغرب بشكل أكبر. وأوضح تشاو أن الرئيس الصيني شي جين بينغ اقترح مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، وهي مبادرات توفر حلول الصين لمشكلات التنمية والأمن، وتعزز تقدم الحضارة الإنسانية. وأضاف تشاو أن الصين تثمن دعم المغرب لمبادرة التنمية العالمية ومشاركته في مجموعة أصدقاء مبادرة التنمية العالمية، مرحبا بانضمام المغرب إلى مبادرتي الأمن العالمي والحضارة العالمية. وأعرب تشاو عن استعداد المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، أعلى هيئة تشريعية في الصين، لتعزيز التبادلات المنتظمة مع البرلمان المغربي، من أجل تبادل الخبرات بشأن الحوكمة وخلق بيئة قانونية سليمة للتعاون العملي. ومن جانبه، قال العلمي إن البلدين ما زالا ملتزمين بالتمسك بالعدالة وتقديم الدعم المتبادل بشأن القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لبعضهما البعض. وفي معرض الإشارة إلى أن الصين إحدى الشركاء التجاريين الرئيسيين للمغرب، دعا العلمي الجانبين إلى تعميق التعاون البراجماتي، والاستكشاف المشترك للسوق الإفريقية من أجل تحقيق منفعة متبادلة ونتائج مربحة للجانبين. كما شكر العلمي الصين لمساعدتها المغرب في مكافحة جائحة كوفيد-19، معربا عن استعداده لإفساح المجال كاملا لدور الهيئة التشريعية في تعزيز التبادلات الاقتصادية والثقافية على الصعيد الثنائي. وفي معرض الإشادة بالثقة السياسية القوية بين الصين والمغرب، قال حنين إن المغرب يدعم بفعالية المبادرات الرئيسية التي اقترحها الرئيس شي، ومستعد للعمل مع الصين لجعل العلاقات الثنائية نموذجا للعلاقات الودية بين الدول. كما استعرض تشاو خلال محادثاته، التحديث الصيني النمط والمسار الاشتراكي للتنمية السياسية ذي الخصائص الصينية، من بين أمور أخرى. وفي معرض إعرابه عن الاحترام الكامل لتاريخ الصين ومسار التنمية لديها، قال الجانب المغربي إن العالم يمكنه تحقيق السلام والاستقرار والتنمية فقط عندما تحترم الدول الأنظمة السياسية ونماذج التنمية لدى بعضها البعض، مضيفا أن المغرب على استعداد للعمل مع الصين للمساهمة في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. وخلال زيارته، حضر تشاو مأدبة أقامها أخنوش باسم الملك محمد السادس. وخلال زيارته لمعهد كونفوشيوس بجامعة محمد الخامس، أعرب تشاو عن أمله في أن يتمكن البلدان من ترتيب المزيد من المبعوثين بشكل مشترك لتعزيز التبادلات الودية بين الصين والمغرب، وبين الصين والدول العربية، وبين الصين والدول الإفريقية. كما دعا تشاو إلى بذل جهود أكبر لتعميق التعاون البراجماتي بين الصين وإفريقيا خلال جولة تفقدية قام بها داخل شركة سيتيك ديكاستال الصينية لتصنيع قطع غيار السيارات في المغرب. وشدد تشاو على ضرورة ممارسة مبادئ سياسة الصين تجاه إفريقيا -- الإخلاص والنتائج الحقيقية والصداقة وحسن النية، والسعي لتحقيق الصالح العام والمصالح المشتركة، من أجل تقديم إسهامات أكبر لتعميق التعاون البراجماتي بين الصين وإفريقيا.
مشاركة :