سراب غانم: لا يمكننا اختزال الشعر في الوزن والقافية

  • 5/16/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عن دار موزاييك للدراسات والنشر في إسطنبول صدرت للشاعرة والكاتبة السورية سراب غانم مجموعة "أنا سراب… لمن لا يؤمن بالماء". تتضمن المجموعة عددا من النصوص النثرية، بتعبيرات متميزة شكلا ومضمونا، وقد عملت الشاعرة – بحسب تقديم دار النشر– على تقديم النص السلس الخالي من التكلف، حيث امتازت مجموعتها بالاشتغال على الصور الجميلة، والسبك المتفرد. وقد تناولت الشاعرة فيها تجربة ذاتية تنطلق منها إلى الآخر. جاءت المجموعة في 121 صفحة من القطع المتوسط، تضمنت عشرين نصا تعكس فيها الشاعرة تجربة تتسم بالابتعاد عن النمطية في عناوينها ومضامينها وحالاتها الشعرية. يذكر أن المجموعة هي أول الأعمال المطبوعة للشاعرة، ولديها مخطوطان آخران في الشعر والقصة القصيرة، وسوف تتوفر هذه المجموعة في معرض أبوظبي للكتاب ومعرض الدوحة للكتاب خلال مشاركة دار موزاييك في المعرضين. وبمناسبة صدور ديوانها الأول التقينا الشاعرة سراب غانم وأجرينا معها هذا الحوار فكانت هذه الرؤى والإجابات:  لا شك أن قصيدة النثر هل هي ثورة شعرية (كقصيدة التفعيلة التي جاءت ثورة على تقاليد القصيدة العموديّة) وهل هي ظاهرة حداثيّة وحركة تجديديّة شاهدة على تبدّلات الزمن المعاصر وما إلى ذلك من التعريفات التي تجعلنا نقف أم السؤال الإشكاليّ الذي يُطرح دائما: هل قصيدة النثر شعر أم لا؟ بداية أقول علينا أن نفصل ما بين قصيدة النثر والفقرة النثرية العادية من حيث الشكل والتكثيف والإيقاع الداخلي، فالعنصر الأساسي المشترك بين كل أشكال القصيدة إن كانت عمودية أو تفعيلة أو حتى القصيدة النثرية هو "الشاعريّة". وهذا ما يجعلني أطرب وأصفق لقصيدة عن سواها، وهذه الشاعرية التي نراها في عوالم النص تتحقق باحتوائها على عناصر وفنيّات متعددة في التراكيب، التصوير، التخيّل، قوة اللغة وطواعيتها. وتضيف غانم: وقياسا على ذلك فإن كل ما سبق لن يوقفه شكل القصيدة الهندسي ولا يمكن لهذا الشكل تحديد وجود موهبة شعرية عن عدم وجودها، إذ لا يمكننا أن نختزل الشعر في الوزن والقافية، فهنالك وزن شعوريّ داخليّ الإيقاع تأتي موسيقاه من تراكيب النص وصوره وفنّه والتوهج الذي يعززه مفهوم الشعر بكل ما يعنيه من حيوية بالتالي لا يقتصر الطرب فيه على إيقاعه الخارجي فقط. وتؤكد أنّ الهدف الأساسي في القصيدة هو التواصل مع القراء لمحاكاة كل أنواع الفنون بتقنيات ولغة تحمل في دلالاتها وأفكارها ومشهدها الشعري ورموزها قدرة كبيرة في التأثير والوصول إلى نفس القارئ.  وتخلص الشاعرة غانم إلى القول: إنّ قصيدة النثر حين لا تخرج من دائرة الشعر وتحقق الشاعرية بكل شروطها، تكون شعرا، لكن بقالب جديد حرّ وبصوت ذي إيقاع داخليّ وبمفهوم تحررَ من كل قيود النظم والشكل. وديواني الأول "أنا سراب لمن لا يؤمن بالماء" هو عبارة عن 20 قصيدة نثرية حاولت من خلالها استخدام عناصر الشعرية الأساسية بعفوية تصل إلى شعور القارئ بعيدا عن التكلف والاستعراض، ولأني أرى أن الكتابة هي تعريف موثق بالكاتب وحقيقته وهي إفصاح عن عوالمه الشعورية حبرا على ورق اخترت عنوانا يشبهني أضع من خلاله حقيقتي بين دفتي كتاب أتمنى أن يلامس شيئا من نفوسكم. من أجواء نصوص المجموعة: "كيف لي.. أن ألتقطَ أعقابَ سجائرِ لهفَتِك وألثمَ آثارَ شفاهِكَ على حافَّةِ فنجانِها؟! أن أمشّطَ شعرَ الوعود/وأشمَّ عنْقَها قبلَ أنْ يبرُدَ العطرُ؟ أن أُمسِكَ يدَ الأمانِ بودِّكَ وحبلُ الغيابِ موصول؟! كيف لي.. أن أرقصَ اكتمالَ القمرِ في خيالنا وهلالُ الحقيقةِ فرحٌ منقوص؟!".

مشاركة :