نظّم اتحاد الكتّاب مساء أمس الأول في مقره في القصباء ، ورشة تحت عنوان أساسيات الكتابة الإبداعية أشرف عليها الكاتب سامح كعوش، وركزت الورشة على التعريف بجماليات اللغة وإمكانات التعبير، والنص الإبداعي، وأنواعه، والنص التواصلي وأنواعه، والتعريف بالمحسّنات اللفظية والبيانية والبديعية، والتعرف إلى الحقول الدلالية والمعجمية وأنواع المفردة: الكلمة الموضوع والكلمات المفاتيح وبناء الحقل المعجمي، وخلال ذلك تدرب المشاركون على تطبيقات لتلك الموضوعات. انطلق كعوش من السؤال لماذا نكتب؟، مجيباً أننا نكتب للتعبير عن ذواتنا واستجلاء كوامننا، وكذلك لإيصال رأينا للآخر، واستشهد بآراء بعض الأدباء حول أسباب الكتابة الأدبية، مثل واسيني الأعرج الذي يقول: نكتب لأننا نريدُ من الجرح أن يظل حياً ومفتوحاً، نكتبُ لأن الكائن الذي نحب ترك العتبة وخرج ونحن لم نقل له بعد ما كنّا نشتهي قوله، نكتبُ بكل بساطة لأننا لا نعرفُ كيفَ نكره الآخرين، ولربما لأننا لا نعرفُ أن نقولَ شيئا آخر، أما عن سؤال لمن نكتب فقال كعوش، إن الكتابة تنقسم إلى قسمين، قسم يخاطب الذات، ويتوجه فيه الكاتب إلى نفسه ليخرج كوامنها، وربما للتعرف إليها أكثر، وباعثه الحاجة إلى ملء الفراغ النفسي، والوصول إلى حالة الرواء، وهذا النوع يسمى الكتابة الإبداعية، ويقوم على أسلوبي الوصف والحوار، والحوار الداخلي (التداعي الحر)، وتدخل في الكتابة الإبداعية كل الأجناس الأدبية، أما القسم الثاني فهو موضوعي تواصلي يتجه إلى الآخر، ويخاطبه وباعثه الحاجة إلى الإبلاغ والإفهام، ويركز على توصيل المعلومة، وأساليبه عقلية وعلمية، وهذا النوع من الكتابة هو الكتابة غير الأدبية التي ينشئها أصحابها لشتى أغراض التواصل الإنساني. وأضاف كعوش أن الكتابة الإبداعية تقوم على ثلاثة عناصر، هي الفكرة الأولية التي تلمع في نفس صاحبها، ثم المشاعر النفسية المرتبطة بهذه الفكرة، ثم الصورة الفنية التي يؤلف فيها الفكرة، فعندما يؤلف الكاتب بين هذه العناصر الثلاثة تأليفاً محكماً يكون قد ألف نصاً أدبياً إبداعياً، وقدّم كعوش نماذج لنصوص أدبية شعرية ونثرية، ليستخرج منها تلك العناصر الثلاثة، وليشير إلى أن هذه العناصر تتوافر في كل نص أدبي سواء كان شعراً أو نثراً، وأنها هي التي تحدد اتجاه الكاتب إلى نوع الجنس الأدبي الذي يريد أن يكتب فيه، فبعض الأفكار والمشاعر تحتاج إلى تكثيف وتركيز فيكون الشعر أنسب لها، وبعضها يحتاج إلى تفصيل وشرح فتكون القصة والرواية أنسب لها. ونبّه كعوش إلى أن على من يريد الدخول إلى ميدان الكتابة أن يتعرف إلى أصول الجنس الأدبي الذي يريد أن يكتب فيه، والتقاليد التي يتبعها الكتاب فيه، فلكل جنس قواعده وأسسه الخاصة به التي ينبغي الانطلاق منها، في مغامرة البحث عن الإبداع، وحتى في الجنس الواحد تختلف أسس كتابة الأنواع المنتمية إليه، ففي الشعر هناك أساليب لكتابة القصيدة العمودية، وأخرى لقصيدة التفعيلة، وثالثة لقصيدة النثر، وفي السرد هناك قواد لكتابة الرواية وأخرى للقصة القصيرة.
مشاركة :