الرئاسة الفلسطينية: مسيرة الأعلام الاستفزازية ستقود إلى التوتر وتفجير الأوضاع ونحمل إسرائيل المسؤولية

  • 5/17/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أدانت الرئاسة الفلسطينية اليوم (الأربعاء) إصرار الحكومة الإسرائيلية على تنظيم مسيرة الأعلام "الاستفزازية" في البلدة القديمة من مدينة القدس المقررة يوم غد (الخميس)، محذرة من أنها لن تقود إلا إلى "التوتر وتفجير الأوضاع". وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان وزع للصحفيين إن دعوات الجماعات الاستيطانية "لاقتحام المسجد الأقصى سيشعل المنطقة وستكون العواقب وخيمة لمثل هذه المحاولات"، محملا الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذا "التصعيد الذي سيؤدي إلى تفجير الأوضاع". وأكد أبو ردينة أن الشعب الفلسطيني وقيادته قادرون على حماية القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، مشددا على أن إصرار الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ المسيرة في البلدة القديمة من القدس يؤكد على إذعانها "للمتطرفين اليهود". وطالب أبو ردينة الإدارة الأمريكية باتخاذ موقف واضح وصريح من هذه الاستفزازات الإسرائيلية وتحويل أقوالها إلى أفعال، مشددا على أن هذه السياسة الإسرائيلية ستعزز عدم الاستقرار. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد قال أول أمس (الاثنين) خلال اجتماع لحزبه الليكود، "إن مسيرة الأعلام ستقام على طريقها المخطط وحسب النظام المعتاد، نحن نعمل من أجل أمن إسرائيل وسنواصل القيام بذلك معا وبنجاح كبير". بدوره اتهم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف نتنياهو بمحاولة "زعزعة الأوضاع في المنطقة من خلال مسيرة الأعلام ولا يكتفى بما تقوم به حكومته من حرب مفتوحة ضد الشعب الفلسطيني عبر عمليات القتل والبناء الاستيطاني وفرض الوقائع على الأرض والاعتقالات". وقال أبو يوسف للصحفيين في رام الله إن الحكومة الإسرائيلية تحاول الآن بقاء "الحرب المفتوحة من خلال ما يسمى مسيرة الأعلام التي تحضر لها يوم غد بمشاركة العديد من الوزراء الذين يحاولون رفع الأعلام الإسرائيلية". واعتبر أن الممارسات والإجراءات الإسرائيلية بحاجة إلى جهد موحد من المجتمع الدولي لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني والتأكيد على القرارات الصادرة من مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة التي لم يتم تنفيذ أيا منها وهذه مسؤولية مضاعفة أمام القمة العربية القادمة في السعودية. وتابع أبو يوسف أن العالم أجمع يشاهد ما تقوم به حكومة نتنياهو من خلال "زعزعة الأوضاع وإبقاء الحرب مفتوحة ضد الشعب الفلسطيني"، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني "لا يمكن أن يرفع الراية البيضاء وسيبقى متمسك بحقوقه وثوابته المسنودة بقرارات الشرعية الدولية". يأتي ذلك فيما قالت الإذاعة العبرية العامة إن الشرطة الإسرائيلية بدأت بالاستعداد لمسيرة الأعلام ، وذلك تحسبا لوقوع أعمال عنف أو شغب. وذكرت الإذاعة أن 3300 عنصر من الشرطة سيقومون بتأمين سير فعاليات المسيرة، مشيرة إلى أن الشرطة أبعدت 37 ناشطا بينهم يهود عن القدس بسبب ورود معلومات حول نيتهم تنفيذ نشاطات محظورة في الحرم القدس أو الإخلال بالنظام العام. من جهتها حملت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن مسيرة الأعلام ونتائجها وتداعياتها ليس فقط في القدس وإنما على ساحة الصراع. وأدانت الوزارة في بيان نشر الشرطة آلاف من عناصرها وشل حركة الفلسطينيين ومنعهم من الوصول إلى مصادر رزقهم والمراكز الصحية والتعليمية والمستشفيات، وغيرها من مظاهر "الحقد والكراهية" التي ترافق المسيرة "المشؤومة". واعتبر البيان أن تنظيم هذه المسيرة سنويا دليل قاطع لمن يريد أن يفهم من المجتمع الدولي والمجتمع الإسرائيلي بأن القدس "مغتصبة وليست موحدة، وبأنها جزءا لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة". وتحتفل إسرائيل سنويا بمسيرة الأعلام فيما يعرف بـ"يوم توحيد القدس" بعد سيطرتها على شرق المدينة بعد حرب عام 1967. ودخلت المسيرة العام الماضي البلدة القديمة من بابي العامود والخليل وصولا إلى حائط (البراق/ المبكى) لإحياء الذكرى، ما تسبب في اندلاع صدامات مع الفلسطينيين أدت لوقوع إصابات. وتثير المسيرة مخاوف من عودة التصعيد العسكري بين إسرائيل وقطاع غزة، إذ كانت سببا في اندلاع تصعيد عسكري بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة في عام 2021 استمر لمدة 11 يوما. وفي الصدد أعلن مسؤول إسرائيلي للإذاعة العبرية أمس (الثلاثاء) نشر منظومة القبة الحديدية في مدينة القدس قبيل مسيرة الأعلام المرتقبة تحسبا من إطلاق الفصائل الفلسطينية المسلحة صواريخ من قطاع غزة. وتأتي التحذيرات والتخوفات بعد يومين من إعلان وقف إطلاق النار برعاية مصرية أنهى جولة قتال استمرت خمسة أيام بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي في غزة أسفرت عن مقتل 33 فلسطينيا، بينهم 6 مسؤولين بارزين في سرايا القدس الجناح العسكري للحركة، وشخصين في إسرائيل أحدهما عامل فلسطيني من غزة.

مشاركة :