تناولت غالبية الصحف العربية يوم الخميس 18 فبراير/ شباط رحيل الصحفي والكاتب محمد حسنين هيكل الذي توفي أمس عن عمر يناهز 93 عاماً بعد صراع مع المرض، ونعته في مقالات وافتتاحيات. عمل هيكل في الصحافة منذ عام 1942، ورأس تحرير عدد من الصحف والمجلات المصرية من أبرزها آخر ساعة، والأهرام واستمر في رئاسة تحرير الأخيرة 17 عاما. كما عُين وزيراً للإعلام عام 1970 وصدرت له عشرات الكتب التي تجمع بين التوثيق والتأريخ، ومن أبرزها خريف الغضب ومدافع آية الله. وكان هيكل صديقاً مقرباً لعدد من القادة والزعماء العرب وصناع القرار السياسي في المنطقة. الأستاذ كتب أحمد السيد النجار في جريدة الأهرام المصرية: رفعت الأقلام وجفت الصحف... رحل سيد القلم وساحر الأبجدية واصفاً هيكل بـ «ومعلم الأجيال وأحد أهم المفكرين السياسيين في مصر والوطن العربي والعالم. ويقول إنه: لم يجتمع لأحد من الصحفيين المصريين أو العرب أو الأجانب أن يمتلك القدرات الصحفية الاستثنائية لـ الأستاذ. في السياق ذاته، قال كمال خلف الطويل في الأخبار اللبنانية إن هيكل خليط من عوالم، كل واحد منها يحتاج سِفراً، والأكيد أن مقبل الأوقات سيحفل بالعميق من غوصٍ في محيطٍ من صنْعه، سمته البحث والمعرفة والثوابت، وميسمه فهمٌ قديرٌ للتاريخ والجغرافيا ومتغيرات العصر. ويضيف الطويل: غيابه الاّن تحدٍ لجيلين تليا جيله ينضاف الى تحدياتٍ مشهدية حلّت بغياب صروح عن المسرح . ووصف رفيق خوري في الأنوار اللبنانية الكاتب المصري الراحل بأنه لم يكن رجل ايديولوجيا ... وفي بحثه الدائم عن المعلومات يطبق الحكمة اللاتينية القائلة: المعرفة هي طعام العقل. وفي أخبار الخليج البحرينية، نعى السيد زهرة الأستاذ موضحاً أن هذا هو اللقب الذي عرف به هيكل دوما. وهو لقب يلخص بالفعل مكانته ودوره في عالم الصحافة والكتابة. وأضاف زهرة أن برحيله تكون الصحافة العربية قد فقدت أهم وأكبر رموزها على الإطلاق على امتداد تاريخها الطويل. كما أشاد زهرة بالكاتب الراحل قائلاً: على امتداد مسيرة هيكل الطويلة في الصحافة والكتابة والسياسية، لطالما اختلف معه الكثيرون حول مواقفه ورؤاه وأدواره، والبعض دخلوا معه في معارك مفتوحة. ومع هذا، فقد أجمع الكل على الدوام، سواء الذين اختلفوا أو اتفقوا معه، على أنه ’الأستاذ‘، الذي له التقدير والاحترام، والذي لا يمكن تجاوز مواقفه وآرائه أو المرور عليها مرور الكرام. هرم الصحافة العربية والعالمية على المنوال ذاته، كتب سعد بوعقبة في الخبر الجزائرية: الرجل هرم الصحافة العربية والعالمية لقرن كامل من الزمن، وفاته لا يعادلها في الوجدان العربي والإعلامي سوى وفاة ناصر أو أم كلثوم أو نجيب محفوظ. أما موقع صحيفة بغداد الإخبارية ، فقال إنه برحيل هيكل تختفي ذاكرة عربية، عن الفعل، لكنّها تظل خالدة في أحداث التاريخ. وأضاف أنه مهما كان الخلاف حول مواقفه، يضلّ الكاتب الراحل الهيكل التأريخي الذي تقصده أجيال متعاقبة من الصحفيين، لاستشراف تجربته، والاستفادة مما تركه من أثر في البحث، والتأسيس لخبر صادق، يتجاوز كونه معلومة، إلى فائدته كنص غني بالتحليل وقراءة المستقبل. ونعت الجريدة هيكل الذي عاش كشاهد على 70 عاما من أحرج وأهم سنوات التاريخ العربي، فعاصر النجاح والفشل، الانتصارات والهزائم، وكان في كل ذلك ، لا مراقبا فحسب، بل صانع أحداث، تارة، ومحلل لتداعياتها تارة أخرى، فاستشاره صنّاع القرار، ودعوه إلى أن يكون مشاركا فيه.
مشاركة :