إعداد: نهى الفخراني الاعتكاف وهو لزوم المسجد لطاعة الله تعالى وللتفرغ للعبادة، في الليل أو النهار، ساعة أو يومًا، أو ليلة أو أيامًا، وهو سُنَّة مشروعة، فعلها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وفعلها أزواجه من بعده، وحافظ عليها بعض صحابته الكرام، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من هذا الشهر الكريم. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخرج من المسجد عندما يكون معتكفا إلا لضرورة، وقد قالت السيدة عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: «وَكَانَ لَا يَدْخُلُ الْبَيْتَ إلا لِحَاجَةٍ إذَا كَانَ مُعْتَكِفًا» رواه البخاري. واحة إيمانية وللاعتكاف مقاصد متعددة ومنافع كثيرة منها : تحري ليلة القدر، والانقطاع عن الناس ما أمكن حتى يتم أنسه بالله عز وجل وذكره، إصلاح القلب، بالإقبال على الله تعالى، فضلا عن حفظ الصيام من كل ما يؤثر فيه من إلحاح النفس والشهوات، والاعتكاف يؤثر إيجابيا في قلب المسلم وروحانياته فكيف يؤثر فيه نفسيا؟ راحة نفسية يؤكد الطبيب النفسي أ. د محمد كمال الشريف في كتابه (سكينة الإيمان) أن للاعتكاف آثار طيبة في نفس المعتكف فعندما يعتكف المؤمن في المسجد ويمضى فيه ليله ونهاره يتعمق إحساسه بوجود الله ويملأ نفسه على المستويين الشعوري واللا شعوري وذلك طيلة أيام الاعتكاف، ولفهم الطريقة التي يعمق فيها الاعتكاف من ذكر الله... تخيل أنك دخلت قصر ملك من الملوك فإن معرفتك أن هذا القصر الذى أنت بين جوانبه هو قصر الملك يجعل للملك حضورا في نفسك ..وإن أنت انشغلت في التفكير في أي شيء آخر، فإن الملك يبقى في ذهنك ولو في الخلفية من مسرح تفكيرك ما دمت في قصره.. فكل شيء يقع عليه بصرك يذكرك به ولو بشكل لا شعوري. والمسجد بيت الله والاعتكاف فيه يجعل إحساس المرء بوجود الخالق سبحانه وتعالى أشد وأقوى؛ لذا تخف غفلته، ويتحقق له نوع من الذكر في القلب إضافة إلى ذكر اللسان. وتؤكد عديد من الدراسات النفسية أن الاعتكاف مفيد جدا للأشخاص التي تعاني من حالات الرهاب أو القلق، فجو الاعتكاف والخلوة تزيد من حالات الاتصال الروحي مع الله وتعالج مشاعر الخوف وتستبدلها بمشاعر الاطمئنان، وكذلك تؤثر إيجابيا على حالة الإنسان الذهنية، فالروحانيات والاتصال المباشر بالله يرفع من كفاءة المراكز الموجودة بالدماغ وتجعلها تعمل بحرية كاملة.. حقا إن الاعتكاف واحة إيمانية وراحة نفسية.. وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) رواه البخاري ومسلم. صحفية وباحثة مصرية
مشاركة :