أكدت الكاتبة نادية النجار تميز الأجيال الجديدة بمستوى عالٍ من الوعي والشغف بالفنون، لكن الوقت الذي تمنحه للقراءة غير كافٍ، نتيجة عوامل قد تسبب التشتت والعزوف عن القراءة، أبرزها انتشار الأجهزة والهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، ورأت أن بالإمكان تحويل تلك الأجهزة والمنصات إلى مصادر للقراءة التي لا غنى عنها لتطوير الذات واكتساب المهارات اللغوية والتعرف على الثقافات الأخرى. جاء ذلك خلال جلسة حوارية نظمتها «هيئة الشارقة للكتاب» في المنطقة الشرقية، بمكتبة وادي الحلو العامة، تحت عنوان: «قضايا العزوف عن القراءة»، تحدثت فيها النجار، أمام جمهور من المنطقة الشرقية وطالبات من مدرسة عائشة بمدينة وادي الحلو، وأدارتها الإعلامية عائشة الزعابي. وأشارت إلى أن القراءة مهارة أساسية يمكن تنميتها من خلال تشجيع أولياء الأمور للأبناء، وأن يكونوا قدوة لهم بالقراءة وتوفير بيئة مناسبة للمطالعة في المنزل، تحتوي على مكتبة متنوعة من الكتب الملائمة لأعمارهم واهتماماتهم، بالإضافة إلى المشاركة في المبادرات المجتمعية التي تدعم القراءة. وقالت: «القراءة تنقلنا إلى عوالم أخرى من مدن وثقافات لا نستطيع زيارتها بالسفر، ولهذا ندين بالشكر للمترجمين الذين يسهلون علينا التعرف على عادات وفنون الشعوب المختلفة، ومع ذلك، يجب ألا نغفل عن قراءة الكتب العربية التي تحمل قيمة ثقافية عالية، فالمكتبة العربية التي أصبحت في هذا العصر غنية بالترجمات المميزة من مختلف اللغات والثقافات العالمية، تختزن أيضاً كنوزاً معرفية وعلمية وأدبية من الإبداع العربي الأصيل». وأضافت: «القارئ في عصرنا يواجه حيرة كبيرة في اختيار الكتاب المناسب له من بين مجموعات هائلة من الكتب المتوافرة في المكتبات والمواقع الإلكترونية، ما يستدعي الاعتماد على معايير للتمييز بين الكتب والاختيار بحكمة، وأولها العنوان الذي يجذب اهتمام القارئ الذي عليه أن يطور ذائقته الأدبية والثقافية بمتابعة كُتّابه المفضلين والاستفادة من تجاربهم». وأوضحت أن الحافز الأول الذي يشجع على القراءة هو أن يقرأ كل شخص ما يحب وما يلبي شغفه، ويشعره بالمتعة والفائدة، لأن القراءة هي المصدر الأول للإلهام
مشاركة :