خبير لـRT: العلاقة بين البرهان ودقلو وصلت نقطة اللاعودة

  • 5/21/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد أستاذ العلوم السياسية إسماعيل صبري مقلد أن قرار رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان إقالة نائبه محمد حمدان حميدتي، يعني تدمير العلاقة بينهما وانقطاع خطوط العودة. وقال الخبير السياسي في تصريح لـRT إن قرار الفريق البرهان يؤكد أن هكذا يعني أن العلاقة بين الرجلين وصلت إلى طريق مسدود. وأضاف: هذه الإقالة الرسمية لحميدتي وإن بدت حتمية في ظل الصدامات العسكرية العنيفة التي جرت على مدار أكثر من شهر كامل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فإن التداعيات المستقبلية المحتملة لانهيار العلاقة بين الفريق البرهان ونائبه السابق، سوف لن تكون أقل كارثية من كل ما رأيناه حتى الآن.. وقال: "لا أستبعد أن تنجر السودان وراءهما أو بسببهما إلى حرب أهلية ساخنة، وهي حرب بدأت نذرها تتجمع الآن في الأفق مع اشتداد حدّة القتال وانتقاله إلى مرحلة كسر العظم". ولفت مقلد النظر إلى أن كل ما جرى في السودان أو بالأحرى للسودان، هو أن الشعب السوداني كان يعيش مع نفسه أزمة حكم سياسية طاحنة أثرت في كل مجالات حياته. إدارة الأزمة بأسوأ طريقة ممكنة  وهنا، ومنذ البداية حسب المحلل السياسي أديرت الأزمة كأسوأ ما تكون إدارة الأزمات من قبل من تصدوا لها من المدنيين والعسكريين وذلك بسبب الخلاف الذي دب بينهم وظل يتصاعد حول ما يجب أن يكون عليه ترتيب الأولويات، وهل تكون الاولوية في مثل الظروف التي كان يمر بها السودان من التسيب والفوضى وفراغ السلطة للاعتبارات السياسية أم للاعتبارات الأمنية حتى لا تنهار الدولة وتسقط، وهل تكون الحلول فورية وناجزة حتى وإن لم تكن الأوضاع الأمنية السائدة تتحملها، أم تكون عبر مراحل انتقالية قد تطول لبعض الوقت إلى أن تستقر الأوضاع وتهدأ، ومن هنا فشلوا في التوافق على رؤية سياسية مشتركة يديرون بها أزمة الحكم المتصاعدة في بلادهم، وبدلا من أن يبحثوا عن أفضل السيناريوهات السياسية المتاحة التي كان يمكن أن تدار بها هذه الأزمة، فإنهم اختاروا أسوأها وأكثرها إثارة للفرقة والخلاف". وأضاف مقلد: "هو ما أدخلها معهم في أنفاق ومتاهات كان لا بد وأن تنتهي بهم إلى نقطة اللاحل، وتقودهم رغما عنهم إلى صدامات وانقسامات واستقطابات حادة وخطيرة بين المجموعات المتصارعة على السلطة من مدنيين وعسكريين وكأنهم أعداء لا شركاء في وطن واحد". وواصل الحديث  قائلا: "لهذا نؤكد دائما على أن الإمساك بخيوط الأزمة وهي ما تزال بعد في مراحلها الأولى، وتحريك مجرياتها في المسارات الملائمة لطبيعتها حتى لا تخرج عن إطار السيطرة، وإدارتها في كافة مراحلها اللاحقة بصورة رشيدة وبالقدر الضروري من المرونة والواقعية ومن المواءمة الدقيقة بين مواقف ومصالح كل الأطراف الضالعين فيها لتعميق الإحساس لديهم بمسؤوليتهم عن حلها، هي كلها أمور من الأهمية بمكان.. فهذا هو جوهر أي استراتيجية ناجحة لإدارة الأزمات". كان من الممكن احتواء كافة الأزمات ولفت النظر إلى حقيقة أن معظم الأزمات العربية التي انفجرت منذ عام 2011، وبشكل خاص الأزمات السورية والليبية واليمنية، كان من الممكن احتواءها وكبح جماحها ونزع فتيل العنف منها في بداياتها بسيناريوهات إدارة أزمة أخرى غير تلك التي استخدمت فيها. واختتم قائلا: "ما يحدث في السودان جاء ليؤكد أن حسن إدارة الأزمة وهي ما تزال بعد في بدايتها، شأنها في ذلك كالمرض، قد يكون هو أهم ما فيها.. هذا بافتراض سلامة الدافع وصدق النيّة لدى القائمين على إدارتها بطبيعة الحال". المصدر: RT القاهرة - ناصر حاتم  تابعوا RT على

مشاركة :