أنهت أغلب الأسهم الأميركية تعاملات يوم الجمعة في المنطقة الحمراء، بسبب التوقف المفاجئ لمفاوضات رفع سقف الدين بين البيت الأبيض والحزب الجمهوري، إلا أنها حققت ارتفاعاً على المستوى الأسبوعي، كان الأعلى منذ شهر مارس الماضي. وساعد التقدم الحادث في المفاوضات على مدار اليومين الأخيرين في ارتفاع مؤشرات الأسهم خلال تعاملات النصف الأول من يوم الجمعة، قبل أن يطغى اللون الأحمر مع إعلان انصراف الجمهوريين عن المفاوضات، وتزايد المخاوف من عجز الاقتصاد الأكبر عن سداد ديونه عند استحقاقها، اعتباراً من الشهر القادم. مع نهاية آخر أيام الأسبوع، كانت مؤشرات الأسهم الرئيسية في المنطقة الحمراء، إلا أن الخسارة كانت في حدود ثلث النقطة المئوية. أخبار ذات صلة لا تعكس الأزمات.. تراجعات محدودة للأسهم الأميركية الأسهم الأميركية تتراجع بفعل استبعاد تخفيض الفائدة لكن على مستوى الأسبوع، تجاوزت مكاسب مؤشر ناسداك نسبة 3%، وارتفع مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 1.65%، بينما اكتفى مؤشر داو جونز الصناعي بالارتفاع بنسبة 0.38%.وقللت كلمات صادرة عن جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي، يوم الجمعة الماضي، من التأثير السلبي لتوقف المفاوضات، حيث أشار خلال حضوره مؤتمراً عن السياسة النقدية في العاصمة الأميركية واشنطن، إلى أن الضغوط المتولدة عن أزمة البنوك الإقليمية في أميركا ربما تتسبب في توقف البنك عن رفع الفائدة، كما كان منتظراً من قبل للقضاء على التضخم المرتفع في البلاد. وساعدت تدخلات الجهات التنظيمية الأميركية على تهدئة المخاوف من امتداد أزمة البنوك إلى المزيد من المؤسسات المالية الأخرى، بعد تقييد منح الائتمان للأفراد والشركات، وهو ما شابه تأثيره رفع الفائدة، الأمر الذي جعل الكثيرين ينتظرون تأثيرات سلبية على النمو الاقتصادي والتوظيف والتضخم. وقال باول: «نتيجة لذلك، قد لا نحتاج إلى مزيد من الرفع للفائدة الأساسية بالقدر الذي كنا نتوقعه للقضاء على التضخم». وكان كيفين مكارثي، زعيم الجمهوريين في مجلس النواب قد أعلن يوم الجمعة توقف المفاوضات مع البيت الأبيض بشأن رفع سقف الدين الأميركي، وسبقه البيت الأبيض بتأكيده وجود «اختلافات فعلية» بين الطرفين في الطريقة السليمة للتعامل مع الأزمة، وفق ما نقلت «فرانس برس». لكن بعد إحداث التأثير السلبي على الأسواق وإنهاء تعاملاتها في المنطقة الحمراء، ومع استعداد أعضاء الكونغرس لمغادرة واشنطن في عطلة نهاية الأسبوع، أوضح مكارثي أن هناك احتمالاً لاستئناف المفاوضات يوم الجمعة! وراقب مستثمرو الأسهم، في أميركا والاقتصادات الكبرى، اجتماعات واشنطن عن كثب خلال الأسبوع المنتهي، انتظاراً لإشارة على انتهاء أزمة سقف الدين، التي أرقت المواطن الأميركي على مدار أسابيع، وتسببت في إطلاق التحذيرات من عدة مسؤولين من استمرار تعقد الموقف حتى الشهر القادم. وبالفعل صدرت إشارات تدعو للتفاؤل مساء الأربعاء، ثم صباح الخميس، قبل أن يتبخر كل ذلك قبيل انتهاء الأسبوع.
مشاركة :