بدأت النمسا أمس تطبيق إجراء الحصص اليومية لدخول المهاجرين إلى أراضيها الذي أعلنته فيينا الأربعاء بينما تراجع تدفق اللاجئين بسبب الأحوال الجوية السيئة..في وقت ذكرت تقارير وفاة 340 طفلا أثناء عبور شرق البحر المتوسط منذ سبتمبر الماضي. وبهذه الخطوة لم تعد النمسا تسمح بدخول اكثر من 80 طالب لجوء يومياً وبمرور 3200 عبر أراضيها. وعلى جميع هؤلاء التقدم إلى مركز شبيلفيلد على الحدود مع سلوفينيا حيث اتخذت اجراءات كبيرة. وبررت الحكومة النمساوية إجراء الحصص اليومية بعجز الاتحاد الأوروبي عن احتواء تدفق المهاجرين لفترة طويلة وعن التفاهم حول آلية دائمة لتوزيع اللاجئين اقترحتها المانيا. وانتقد المفوض الأوروبي المكلف الهجرة ديمتريس افراموبولوس القرار النمساوي بحدة، معتبرا انه يتناقض بشكل واضح مع القانون الأوروبي، وهو رأي اعترضت عليه فيينا بشدة وقالت إنها لن تعود عن هذا الاجراء. وتقول النمسا التي عززت اجراءات المراقبة في 12 نقطة حدودية مع سلوفينيا وإيطاليا، إنها لا تستطيع استقبال اكثر من 37 ألفا و500 طالب لجوء جدد هذه السنة بعدما سجلت تسعين ألف طلب العام الماضي، وهو عدد يشكل اكثر بقليل من واحد بالمئة من عدد سكان هذا البلد الذي يضم 8,5 ملايين نسمة. من جهة أخرى،ذكرت ثلاث منظمات بالأمم المتحدة أن 340 طفلا مهاجرا على الأقل لقوا حتفهم أثناء عبور شرق البحر المتوسط منذ سبتمبر الماضي، بما يوازي طفلين يوميا في المتوسط. وجاء في البيان الصادر عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف والمنظمة الدولية للهجرة أن كثيراً من الأطفال الذين غرقوا هم من الرضع والأطفال الصغار وأن العدد الحقيقي للوفيات ربما يكون أعلى. وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي إن حالات الوفاة المأساوية تلك في البحر المتوسط لا يمكن احتمالها ويجب وقفها. وأصدرت المنظمات الثلاث نداءها، أثناء اجتماع زعماء ألمانيا وفرنسا واليونان في بروكسل لبحث تدفق المهاجرين إلى أوروبا. وفي حين،يعتزم القادة الأوروبيون الدعوة إلى قمة استثنائية جديدة مع تركيا في مطلع الشهر المقبل بهدف تحسين التعاون بين أوروبا وأنقرة من اجل الحد من تدفق المهاجرين..طالبت اليونان شركاءها في الاتحاد الأوروبي بإبقاء حدودهم مفتوحة أمام المهاجرين حتى السادس من مارس.
مشاركة :