يلقي الخبيران الأمريكيان المتخصصان في مجال مكافحة الإرهاب جيسكا ستيرن وجي.إم. بيرجر الضوء في كتابهما (داعش دولة الرعب) الذي صدرت طبعته الثانية المزيدة هذا الشهر (فبراير) على هذا التنظيم الدموي الذي كشف النقاب عنه لأول مرة عام 2014 وانتشرت مجازره بسرعة مذهلة وبوحشية مروّعة، وحيث ضم إليه مجندين من الشباب المغرر بهم ممن يهوون سفك الدماء بأعداد غفيرة، والذين مارسوا القتل بدم بارد وبشكل لايقارن مع الممارسات الوحشية لتنظيم القاعدة (الأم). ويكفي القول بهذا الصدد: إن داعش تسبب في قتل مئات الآلاف من الأبرياء بما في ذلك النساء والأطفال، وتشريد الملايين من المهاجرين واللاجئين في غضون العامين المنصرمين. ويشرح المؤلفان هذا النموذج الجديد في التطرف والعنف عبر «امبراطورية الموت» التي أقامها التنظيم في أجزاء من العراق وسوريا ونيجيريا وليبيا إلى جانب نشره شبكة دولية لتنفيذ العمليات الإرهابية عبر العالم. ويتمحور الكتاب حول الأساليب التي ينتهجها التنظيم للدعاية له باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتحايل على تلك الوسائل من خلال تغيير اسم المستخدم، وأيضًا استغلال المناسبات العالمية لبث صور قطع الرؤوس خلال عرض المباريات من خلال اختراق تلك المواقع. ويتحدث الكتاب أيضًا عن تاريخ داعش وحاضرها ومستقبلها بدءًا من ظهورها في المناطق التي كانت تخضع للاحتلال الأمريكي ثم أصبحت تحكم من قبل حكام طغاة (المقصود العراق)، ملقيًا بالمسؤولية في ظهور هذا التنظيم وانتشاره أيضًا على بريطانيا التي تعتبر الرافد الأكبر بين دول الغرب في إمداد التنظيم بالمجندين، متهمًا إياها بأنها لم تبذل ما يكفي من جهود إزاء تنامي الحركة الراديكالية الإسلامية فيها.
مشاركة :