استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (الأحد) سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد الذي يزور القاهرة للمرة الأولى منذ توليه السلطة في العام 2020. وذكر المتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي في بيان أن الرئيس المصري وسلطان عمان أجريا مباحثات شهدت تبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية، في إطار التنسيق والتشاور الدائمين بين الدولتين وسعيهما لتحقيق الاستقرار والأمن الإقليميين لاسيما في ظل التهديدات الكبيرة التي تواجه المنطقة والعديد من الدول العربية. وأشار فهمي إلى "تطابق رؤى الجانبين حول ضرورة تكثيف الجهود لتسوية الأزمات القائمة على النحو الذي يحمي المصالح العليا للشعوب العربية ويصون مقدراتها ومكتسباتها". وأشاد السيسي خلال المباحثات بالعلاقات الودية التاريخية التي تربط بين مصر وسلطنة عمان، والتي تشكلت عبر عقود ممتدة من التضامن والتكاتف والوقوف صفا واحدا ضد الأزمات والتحديات. وأكد حرص مصر على الارتقاء بتلك العلاقات المتميزة بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين والأمة العربية بأسرها. وعبر عن أطيب التمنيات بالتوفيق لاستكمال مسيرة التنمية الشاملة والنجاح في تحقيق رؤية "عمان 2040". من جانبه، أشاد السلطان هيثم بن طارق بتميز العلاقات المصرية العمانية وأواصر المودة والأخوة التي تجمع الشعبين الشقيقين عبر التاريخ. وأبدى حرص عمان على تعزيز أطر التعاون القائمة مع مصر وفتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي بينهما في كافة المجالات خلال الفترة المقبلة، وذلك للبناء على النتائج الإيجابية التي تحققت في هذا الصدد خلال زيارة الرئيس السيسي إلى مسقط في يونيو 2022، فضلا عن مواصلة التشاور والتنسيق بين الجانبين حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، في ضوء ما تمثله مصر من عمق استراتيجي وثقافي للأمة العربية وعنصرا أساسيا في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة. ووفقا للبيان، فقد أعرب الزعيمان عن الارتياح للزيادة المستمرة في معدلات النمو التجاري، مع تأكيد مواصلة تعزيز الجهود الجارية في هذا الشأن بين الجهات المعنية في الدولتين. كما تباحث الجانبان بخصوص سبل تبادل الخبرات والتجارب لتحقيق التطوير المؤسسي وتحديث الأجهزة الإدارية بالدولتين وآليات عملها على نحو يتسم بالحوكمة والرقمنة. وتعد هذه الزيارة الأولى لسلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد إلى مصر منذ توليه السلطة في العام 2020. واعتبر الخبير السياسي الدكتور عاطف سعداوي أن العلاقات المصرية العمانية "متميزة بشكل كبير" في ظل وجود تفاهم كبير بين قادة البلدين. وأوضح سعداوي، وهو خبير بمركز (الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية)، لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن هناك مواقف تاريخية كبيرة بين البلدين أهمها أن سلطنة عمان كانت الدولة العربية الوحيدة التي لم تقطع علاقاتها بمصر بعد توقيع الأخيرة معاهدة السلام مع إسرائيل في العام 1979، حيث حافظت سلطنة عمان على العلاقات ولعبت دورا كبيرا في عودة مصر للجامعة العربية مرة أخرى. وأشار إلى أن مصر وسلطنة عمان احتفلتا خلال العام الماضي بمرور 50 عاما على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وأكد أن هناك مشتركات كثيرة بين الدبلوماسيتين المصرية والعمانية، حيث تتبع الدولتان مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى وفكرة الاحتفاظ بمسافة واحدة من الأطراف المتصارعة داخل أي دولة، مشيرا إلى أن مواقف مصر وسلطنة عمان متطابقة إزاء الأزمات في اليمن وليبيا والسودان. ومن المشتركات أيضا حرص مصر وسلطنة عمان على "الحفاظ على الدولة الوطنية ولم الشمل العربي وأن يكون هناك موقف عربي موحد من كافة القضايا المشتعلة في الإقليم"، وفقا لسعداوي. وأثنى الخبير المصري على دور سلطنة عمان في المنطقة، وأشار إلى أنها "تؤدى دور الدبلوماسية الهادئة التي تحتاجها المنطقة العربية في الوقت الحالي". وتابع أن "ميزة عمان أنها تحتفظ بعلاقات جيدة مع الأطراف المتصارعة في المنطقة وتنأى بنفسها عن أي انخراط في الصراع وتحتفظ بمسافة واحدة بين الجميع وهذا يؤهلها للعب دور في حلحلة أزمات كثيرة في المنطقة والتوسط في حل ملفات كثيرة". وتابع "اعتقد أن زيارة سلطان عمان للقاهرة تشمل أولا: العلاقات الثنائية وزيادة حجم التبادل التجاري وتنسيق مواقف الدولتين إزاء الملفات الإقليمية وثانيا: ملف استئناف العلاقات بين مصر وإيران والذي قد يكون الملف الرئيسي على جدول هذه الزيارة بحكم علاقات سلطنة عمان مع إيران". واستطرد "أعتقد أن سلطنة عمان تلعب دورا حاليا لإعادة العلاقات المصرية الإيرانية ودفعها خطوة نحو الإمام واستئنافها بشكل كامل". وتقتصر العلاقات بين مصر وإيران حاليا على مكتب لرعاية المصالح في كل منهما.
مشاركة :