تونس - اتهم الرئيس التونسي قيس سعيّد، "لوبيات وأطرافا" (لم يسمها) بالوقوف وراء أزمة نقص الخبز ومواد غذائية أساسية أخرى وذلك في كلمة مصورة له بثتها الرئاسة التونسية على صفحتها بفيسبوك، خلال زيارته الاثنين لمقر وزارة الزراعة التقى فيها الوزير عبدالمنعم بلعاتي وعددا من المسؤولين فيما تعيش تونس نقصا حادا في مادة القمح أثرت على إنتاج الخبز ودفعت العديد من المخابز في عدد من المحافظات إلى غلق أبوابها. وشدد في كلمته على أن "خبز المواطن والمواد الأساسية يجب أن تتوفر، وهذا دور وزارة الفلاحة (الزراعة)، وديوان الحبوب (حكومي) وكل الإدارات المعنية في الدولة التي يجب أن تتصدى للمحتكرين والعابثين بقوت التّونسيين". ودائما ما يتهم سعيد المحتكرين بالتورط في إحداث أزمة في تونس وربط بين نقص بعض المواد الأساسية وبين قضايا التآمر والتي أدت لإيقاف عدد من السياسيين المعارضين لكن بعض المنتمين لقطاع المخابز يؤكدون أنهم اضطروا للإغلاق بسبب كثرة ديونهم وعدم قدرة الدولة على خلاصهم. وأضاف "الهدف من هذه الأزمات المتعاقبة تأجيج المجتمع لغايات سياسية واضحة، وعلى الشعب والمخلصين للوطن الانتباه إلى ذلك". وأكد سعيّد على أن "المسؤولين في الإدارات التونسية يجب أن ينضبطوا لمبدأ الحياة ومبدأ المصلحة العامة، لا أن يخدموا جهات أخرى وأحزابا لا تظهر في الصورة، لكنها تقف وراء كل هذا، ونحن نعرفهم بالأسماء ولن نسكت على تجويع الشعب التونسي". وأشار إلى أن "مسارات التوزيع التي من المفترض أن تكون واضحة، لا تسير على النحو الصحيح، والنسبة الأكبر من مختلف السلع المؤثرة في السوق تُدار خارج المسالك الرسمية". من جهته، قال الوزير بلعاتي أثناء حديثه للرئيس التونسي خلال اللقاء "إن الجهود تتضافر بين الوزارة وديوان الحبوب، كي لا تتسرب الحبوب إلى مسالك التوزيع غير الرسمية ولا يتفاقم الوضع وتكون الأزمة أكثر حدّة". وكانت وزيرة التجارة كلثوم بن رجب انتقدت الحديث من قبل قوى معارضة عن خطر حدوث مجاعة في تونس داعية المواطنين الى عدم "الاقبال بكثافة وبلهفة" لشراء الخبز حتى لا تتواصل الازمة مشيرة اتخاذ كل الاجراءات لعودة تزويد المخابز بمادة الدقيق المدعمة اللازمة لانتاج الخبز. ومنذ عام 2021، تراجع إنتاج الحبوب في تونس لأسباب مناخية، وانتقلت تداعياته بعد شهور قليلة إلى الأسواق المحلية، من حيث عدم توفر كميات مطمئنة من القمح الصلب المستخدم في إنتاج الخبز. ووجدت الحكومة أن الحل يكمن في اللجوء إلى الاستيراد، ولكن حتى هذا الأمر اعترضته عراقيل بسبب الأزمة المالية التي تمر بها البلاد وكذلك تداعيات الحرب الأوكرانية.
مشاركة :