أقام معرض المدينة المنورة للكتاب 2023 ضمن برنامجه الثقافي، ورشة عمل بعنوان "أبرز المصطلحات الأساسية للتعامل مع الصم"، التي نفذها علي الهزاني، المتحدث بلغة الإشارة، وسط حضور مميز من فئة ذوي الإعاقة السمعية باختلاف مراحلهم العمرية، وعدد من أولياء الأمور، والمهتمين في هذا الجانب. وتطرقت الورشة إلى عدة أمور متعلقة بفئة ذوي الإعاقة السمعية "الصم"، وركز الهزاني خلالها على أبرز المصطلحات المهمة للتعامل مع الصم، وشرح أبرز المصطلحات الإشارية وأهمها عند مقابلتهم، واشتملت على حديث مع مجموعة منهم، وفهم بعض الإشارات وتطبيقها، وصولا إلى توضيح لكيفية التعامل الأمثل مع مجتمعهم، واكتساب جانب من لغتهم وثقافتهم وخصائصهم، واستعان بدمى تجسد شخصيات كرتونية ألفها الأطفال الصم، ومن أبرزها شخصية كنان وسكون، وهو أول فيلم بلغة الإشارة للأطفال في الوطن العربي. يذكر أن معرض المدينة المنورة للكتاب في نسخته الحالية أولى -وللمرة الأولى- اهتماما بفئة ذوي الإعاقة "الصم والبكم" عبر تنظيم ورش عمل تعنى بهم ومتوافقة مع حالتهم، وتلبية جميع احتياجاتهم، والاستفادة من مهاراتهم، وتأهيل المجتمع للتعامل مع هذه الفئة، ودعم أولياء أمورهم. وفي السياق نفسه، نظم المعرض ندوة حوارية حول العلاقة بين الفلسفة والأدب، التي تحدث خلالها عبدالرحمن مرشود، الكاتب والمعني بدراسة علم الفلسفة، وحاوره عبدالله الهميلي، وذلك ضمن البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض المقام بالجهة الجنوبية من مركز الملك سلمان الدولي للمعارض والمؤتمرات. وبين مرشود، أن العلاقة بين الفلسفة والأدب تتسم بالخصوصية، مع وجود إشكاليات عدة ضمن محور العلاقة، منها وسيلة التواصل غير المتطورة التي ينتهجها الفلسفي، فالفلسفة تبحث عن لغة مستقلة تخلصها من شوائب اللغة الطبيعية التي يتصالح معها الأدب، والفجوة بين الفلسفة والأدب تكمن في اللغة، مضيفا: "الأدب والفلسفة يطرحان سؤاليهما عن الشيء ذاته إذا كنا نتكلم عن الحقائق بموضوعية، وإن كنا نتكلم عن حقيقة مكلفة فالإجابة لا". وقال: "الفلسفة تتعامل مع الوجود كنص غير مباشر، ولا يمكن أن نتصوره، والأدب أوجد نصوصا موازية، فضلا عن أن السردية التي تعبر عن زمن معين بحقيقة تتحول الفلسفة معها من نص يحكي الحقيقة إلى نص جمالي"، موضحا أن للفلسفة دورا في تجويد المنتج الأدبي، ودوما تحاول أن تكون مخلصة حيال أدب وجد موازيا للجمال.