فجر الجيش الإسرائيلي اليوم (الثلاثاء) شقة قرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية تعود لفلسطيني متهم بقتل إسرائيلي في عملية إطلاق نار بمدينة تل أبيب وسط إسرائيل في مارس الماضي. وقالت مصادر أمنية فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن قوة إسرائيلية اقتحمت بلدة "نعلين" شمال غرب مدينة رام الله وحاصرت بناية سكنية توجد بها شقة للشاب الفلسطيني معتز الخواجا (23 عاما) الذي قتل في مارس الماضي ولازالت السلطات الإسرائيلية تحتجز جثمانه. وأوضحت المصادر أن القوات الإسرائيلية زرعت المتفجرات داخل الشقة البالغة مساحتها 120 مترا مربعا وتأوي 5 أفراد وأخلت المنازل المحيطة بها من السكان قبل أن تقوم بتفجير جدرانها الداخلية والخارجية. وفي أعقاب عملية التفجير اندلعت مواجهات بين سكان البلدة والقوات الإسرائيلية أسفرت عن إصابة شابين بجروح في اليد والكتف جرى نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج وآخرين بحالات اختناق بفعل قنابل الغاز المسيل للدموع عولجوا ميدانيا وفق المصادر. من جهته قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخادي أدرعي في بيان مقتضب إن قوات الجيش والشرطة دمرت منزل الخواجا منفذ عملية "ديزنغوف" في تل أبيب في التاسع من مارس الماضي التي قتل فيها إسرائيلي وأصيب شخصان. وفي حينه تبنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عملية إطلاق النار، معلنة أن المنفذ أحد عناصر جناحها العسكري كتائب القسام. وقال صلاح الخواجا والد معتز للصحفيين، إن القوات الإسرائيلية اقتحمت البلدة الليلة الماضية وأبلغته بوجود قرار بهدم الشقة ولم يسمحوا لأفراد العائلة بإخراج الأغراض من داخلها، مشيرا إلى وجود طابقين يقعان فوق شقته ومنازل مجاورة تضرروا جراء تفجير المنزل. وغالبا ما تقوم إسرائيل بهدم منازل الفلسطينيين المتهمين بتنفيذ هجمات وتبرر ذلك بأنها طريقة لردع الهجمات، فيما تقابل تلك الخطوة بتنديد من قبل مؤسسات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية تعتبرها "شكلا من أشكال العقاب الجماعي غير العادل". إلى ذلك أصيب شابان فلسطينيان بنيران قوات إسرائيلية بعد استهداف مركبتهما خلال اقتحام بلدة قباطية جنوب مدينة جنين، بحسب ما أفادت مصادر فلسطينية وشهود عيان. وقالت المصادر لـ ((شينخوا)) إن شابين أصيبا بعد استهداف القوات الإسرائيلية مركبتهما أثناء اقتحامها بلدة قباطية لاعتقال مطلوبين لديها، مشيرة إلى أن أحدهما أصيب بطلق ناري في الصدر وحالته خطيرة، بينما الأخر بجروح متوسطة وجرى نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج. وعلى إثر ذلك اندلعت مواجهات واشتباكات بين شبان ومسلحين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية سمع خلالها أصوات إطلاق نار كثيف وانفجارات في البلدة وفق شهود عيان. ولم يصدر أي تعقيب إسرائيلي على تلك الحادثة. في سياق قريب، أفاد نادي الأسير الفلسطيني وهو منظمة غير حكومية في بيان بأن القوات الإسرائيلية اعتقلت 13 فلسطينيا من عدة مناطق في الضفة الغربية بينهم مصابون وأسرى من المحررين جرى إطلاق سراحهم أخيرا. وقال البيان إن القوات الإسرائيلية تواصل "حملات الاعتقال الممنهجة كإحدى أبرز السياسات الثابتة والتي تصاعدت بشكل لافت من حيث أعداد المعتقلين والجرائم التي ترتكبها بحقهم"، مشيرا إلى أن حصيلة الاعتقالات بلغت منذ بداية العام الجاري نحو 3100 حالة طالت جميع الفئات. ويشن الجيش الإسرائيلي حملات اعتقال ودهم شبه يومية في الضفة الغربية في إطار ملاحقة فلسطينيين يصفهم "بالمطلوبين"، فيما يقول الفلسطينيون إنها غالبا ما تطال مدنيين. وفي غزة، أفاد شهود عيان بأن آليات عسكرية إسرائيلية توغلت على الأطراف الشرقية لمدينة دير البلح وسط القطاع، وأجرت عمليات تمشيط وتجريف في الأراضي الزراعية. وتشهد أطراف القطاع عمليات توغل شبه يومية في الأراضي المتاخمة للسياج الفاصل مع إسرائيل، وسط غضب المزارعين أصحاب الأراضي التي يعتاشون من وراء زراعتها.
مشاركة :