فجر الجيش الإسرائيلي اليوم (الثلاثاء) شقة سكنية في مخيم عسكر للاجئين الفلسطينيين شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية تعود لفلسطيني متهم بقتل مستوطنين اثنين في عملية إطلاق نار. وقالت مصادر أمنية فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن قوات إسرائيلية كبيرة اقتحمت مخيم عسكر، وحاصرت بناية سكنية يوجد به شقة عبد الفتاح خروشة البالغ من العمر (49 عاما) الذي قتل في السابع من مارس الماضي داخل مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمال الضفة بعد مطاردة استمرت عدة أسابيع. وكان خروشة الذي ينتمي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) فر بعد تنفيذه عملية إطلاق نار قرب بلدة حوارة جنوب نابلس في 26 فبراير إلى جنين، علما بأنه قبل 4 أشهر من تنفيذه العملية تم إطلاق سراحه من سجن إسرائيلي بعد قضائه قرابة 3 أعوام بتهمة التخطيط لعمليات مسلحة. وأوضحت المصادر أن القوات الإسرائيلية زرعت المتفجرات داخل الشقة الواقعة في الطابق الثالث من البناية والبالغة مساحتها 120 مترا مربعا وتأوي عدد من الأفراد وأخلت المنازل المحيطة بها من السكان قبل أن تقوم بتفجير جدرانها الداخلية والخارجية. وشوهد دمار كبير خلفته عملية تفجير الشقة في المنطقة صاحبه تصاعد سحب دخان بيضاء جراء ذلك. وقال زياد خروشة شقيق صاحب الشقة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الشقة يسكنها زوجة عبد الفتاح و4 من أبنائه والآن تم تشريدهم في العراء بعد عملية التفجير، لافتا إلى أن القوات الإسرائيلية اعتقلت قبل عدة أشهر 3 من أبنائه. وعلى إثر ذلك اندلعت مواجهات عنيفة واشتباكات مسلحة بين الشبان الفلسطينيين في المخيم والقوات الإسرائيلية، بحسب مصادر محلية وشهود عيان. وأفاد أحمد جبريل مسؤول الإسعاف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ((شينخوا)) بأن المواجهات أسفرت عن إصابة نحو 185 شخصا بالاختناق جراء قنابل الغاز المسيل للدموع، وجرى التعامل معهم ميدانيا من قبل الطواقم الطبية. من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في بيان مقتضب إن قوات الجيش دمرت منزل خروشة لتنفيذه عملية إطلاق نار في حوارة جنوب نابلس في 26 فبراير الماضي قتل فيها اثنين. وأوضح أدرعي أن عملية تفجير المنزل شهدت مواجهات مع فلسطينيين في المخيم تخللها إلقاء حجارة وإحراق الإطارات وإطلاق نار. وتعليقا على ذلك، أدان الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم، في بيان تفجير الشقة، واعتبره "سلوكا عنصريا وتعبيرا عن عجز الاحتلال في وقف ثورة الشعب الفلسطيني". وقال قاسم إن "السياسية الإرهابية من العقاب الجماعي أثبتت فشلها الذريع بوقف ثورة الشعب الفلسطيني التي تواصلت برغم كل جرائم الاحتلال"، مشيرا إلى أن تلك الممارسات تمثل "دافعا لمواصلة المقاومة والرد على جرائم الاحتلال". وغالبا ما تقوم إسرائيل بهدم منازل الفلسطينيين المتهمين بتنفيذ هجمات، وتبرر ذلك بأنها طريقة لردع الهجمات، فيما تقابل تلك الخطوة بتنديد من قبل مؤسسات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية تعتبرها "شكلا من أشكال العقاب الجماعي غير العادل". إلى ذلك، ذكر نادي الأسير الفلسطيني، وهو منظمة غير حكومية في بيان أن القوات الإسرائيلية اعتقلت 25 فلسطينيا، بينهم أسرى محررون وجرحى من مدن رام الله والبيرة والخليل وجنين وبيت لحم وأريحا في الضفة الغربية . ويشن الجيش الإسرائيلي حملات اعتقال ودهم شبه يومية في الضفة الغربية في إطار ملاحقة فلسطينيين يصفهم "بالمطلوبين"، فيما يقول الفلسطينيون إنها غالبا ما تطال مدنيين.