دعا المسؤولون في شركة «أوبن إيه آي» الناشئة، التي صمَّمت روبوت المحادثة «تشات جي بي تي»، إلى تنظيم تقنيات الذكاء الاصطناعي «فائقة الذكاء»، قائلين إن «هناك حاجة إلى هيئة على غرار (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)؛ لحماية البشرية من خطر خلق شيء عن طريق الخطأ، ومنحه القدرة على تدمير البشر». ووفق صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد دعا المؤسسان المشاركان لـ«أوبن إيه آي» غريغ بروكمان، وإيليا سوتسكيفر، والرئيس التنفيذي سام ألتمان، في مذكرة قصيرة نُشرت على موقع الشركة على الإنترنت، إلى قيام جهة تنظيمية دولية ببدء العمل على «فحص الأنظمة، والمطالبة بعمليات تدقيق، واختبار مستويات الأمن، ومدى الامتثال لمعايير السلامة»؛ من أجل تقليل «الخطر الوجودي» الذي يمكن أن تشكّله مثل هذه الأنظمة. وأضافوا: «من المتصور أنه في غضون السنوات العشر المقبلة، ستتجاوز أنظمة الذكاء الاصطناعي مستوى مهارة الخبراء في معظم المجالات، وتنفّذ قدراً كبيراً من النشاط الإنتاجي يماثل النشاط الخاص بكبرى الشركات، اليوم». وأشار المسؤولون إلى أنه «فيما يتعلق بكل من الجوانب الإيجابية والسلبية المحتملة، سيكون الذكاء الخارق أقوى من التقنيات الأخرى، التي كان على البشرية مواجهتها في الماضي»، مؤكدين أننا «يمكن أن نحظى بمستقبل أكثر ازدهاراً بشكل كبير؛ لكن علينا إدارة المخاطر لتحقيق ذلك». ولفتوا إلى أنه «بالنظر إلى احتمال وجود مخاطر وجودية، لا يمكننا أن نكون مجرد رد فعل». وعلى المدى القصير، دعا الثلاثي إلى «درجة معينة من التنسيق» بين الشركات، التي تعمل على أحدث أبحاث الذكاء الاصطناعي؛ من أجل ضمان تطوير نماذج أكثر قوة تتكامل بسلاسة مع المجتمع، مع إعطاء الأولوية للسلامة. وتابعوا قائلين: «يمكن أن يأتي هذا التنسيق من خلال مشروع تقوده الحكومات، على سبيل المثال، أو من خلال اتفاقية جماعية للحدّ من نمو قدرات الذكاء الاصطناعي». وكان بروكمان قد ناقش، قبل يومين، في منتدى «إيه.آي فوروارد»، في سان فرنسيسكو، الخطوط العريضة حول كيفية سعي صانع روبوت الدردشة ذائع الصيت إلى تنظيم الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم. ومن بين الأفكار التي طرحها نموذج يشبه «ويكيبيديا»، الذي قال إنه يتطلب قيام أشخاص من ذوي وجهات نظر متنوعة، بالاتفاق على مُدخلات الموسوعة. وقال، عن سياسة الذكاء الاصطناعي: «نحن لا نجلس فحسب في وادي السيليكون، ونفكر في أنه يمكننا وضع هذه القواعد للجميع... بدأنا نفكر في عملية ديمقراطية لصنع القرار». وأطلقت «أوبن إيه آي» روبوت المحادثة الشهير «تشات جي بي تي»، القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يتفاعل مع البشر، ويستطيع إنتاج كل أنواع النصوص عند الطلب، في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وأدى النجاح الذي حققه إلى تسابق شركات التكنولوجيا على توفير هذه التكنولوجيا ذات القدرات المتقدمة.
مشاركة :