صباحي اليوم وجدت شغفي فهل وجدت شغفكم ؟أظن أنني سوف أعتمد أسلوب طرح الأسئلة في مقالاتي ، فقد وجدت أن هذا الأسلوب يساعد على تدفق الأفكار ، والتعمق ، ويسمح للعقل بالاتساع فتتسع الخيارات. قد يتعجب القارئ من سؤالي !!!!!!….. ويتساءل ..!!!! ما هو الشغف وأين نجده؟ الشغف عزيزي القارئ ، هو ما يميزك أنت وما أنت ماهر به, هو ما تسأل دائماً عنه من رفقائك والناس. إنه ابداعك ومجال اهتمامك, ما تقضي فيه ساعات دون أن تشعر بتعب أو ملل ما يسرقك من العالم الذي حولك لدرجة أنك تنسى أين أنت؟؟ ذلك هو شغفك ،ورسالتك. ولتكتشفوا شغفكم وجهوا لأنفسكم هذه التساؤلات وعند الإجابة عليها ستتعرفون على رسالتكم التي تتميزون بها أي شغفكم. ما هي شخصيتك ونمطك؟ ما الذي يسألك الناس دائما عنه؟ ماذا ستفعل إذا علمت أنك لن تفشل؟ ماذا ستفعل إذا كنت لا تخاف؟ ماذا ستفعل إذا كانت لديك كل أموال العالم؟ هل انا أعيش الآن حياة شغف؟ ماذا سأفعل لوجدت شغفي؟ حاولوا الإجابة بعمق على تلك التساؤلات ،واعلموا أنه ليس بالضرورة الإجابة عليها كلها في وقت قصير فالغاية هنا التفكّر برويّة ، والتوسع والعمق , فلا تنزعجوا ، و تشعروا بالتوتر والقلق لأنه قد تأخذ الإجابة عليها أسابيع أو ربما أشهر. لكن لابأس فشغفكم يستحق هذه الفترة الزمنية لتصلوا إليه، مقارنة بعدة سنوات ظل مدفون داخلكم ولم تسمحوا له بالظهور إن اكتشاف الإنسان لشغفه أمر هام جداً وفي نفس الوقت مُجْهِد يأخذنا في رحلة قلق وتوتر , لكنه يستحق المعناة والكفاح. يجب أن تعلموا أن جانب الخوف سوف يلعب دوراً كبيراً في عدم اكتشافه, كما أن توقع الفشل أحد حواجز الطرق التي قد تكون أمامكم في مسيرة اكتشاف شغفكم. لكن لكي تصلوا لابد من العزم على مواجهة خوفكم ، فلا شيء يحجب النور عنكم ، مثل الخوف ستعيشون الحياة باتساعها، وتنوعها ، وتحققون إنجازات عظيمة ، وتصلون إلى أهدافكم وأحلامكم إذا واجهتوا مخاوفكم واحداً تلو الآخر. يجب الاستمرار في التعمق في البحث عن الشغف وطبيعي جداً أن تشعروا بالقلق سأخبركم بتجربة قمت بها ،من باب التغيير، تناولت كيكة العسل اليوم من مكان مختلف ،عن الذي اعتدت تناولها عادة فيه, ثم سلكت مساراً مختلفا عند عودتي إلى المنزل ، لا بأس ليس من الخطأ القيام بالمغامرة ، إنها طاقة جديدة ،تضاف لكم تقيسون فيه مدى قدرتكم على تقبل التغيير , كم هو ممل الروتين ، رتابة حياة وقاتل للروح. فكروا يوماً القيام بتجارب جديدة أو ممارسة عمل ،جديد أو السير في طريق ،ومسار مختلف اعتدتم السير فيه عند العودة إلى المنزل أو الذهاب للعمل , قد يقول القارئ وماذا لو حدث كذا وكذا , لقد عدتم إلى شعور الخوف ، الذي يرسم سناريوهات لأفكار سلبية في مخيلتكم فقط تمنعكم من الاستمتاع واكتشاف الشغف. يقول الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي ومن يهاب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر لا ضير لو سلك الشخص طرقاً مختلفة جديدة في حياته فلكل شغفه وما لا يروق لي ربما يروق لغيري. وما لا يناسبنا ربما يبهر غيرنا ، الكون يكافئ الشجعان ، الحياة تجارب ، وقانون التغير لا يتوقف ،وخوض تجارب جديدة تتسع فيها الآفاق ،وينهزم بها الروتين ويرتفع بها شعور الطاقة. قد يمر علينا عام تحدث به تغيرات كثيرة ،ربما على الصعيد المهني تنقلكم عن الإيطار الذي اعتدتم عليه تقبلوا وخوضوا التجربة الجميل في التقبّل في هذه الحالة ، أنكم ستكتشفون بعدها بأنكم وجدتم شغفكم ،وما أحببتم الإبحار فيه وقد ترتفع درجة التوتر لديكم ، لكنها ستكون أقل بكثير من درجة الحماس ، ستشعرون بسعادة ،ونقلة نوعيه ،سَتُقررون بعدها العمل في مجال شغفكم ، إيمانا منكم أن لكل إنسان رسالة في هذه الحياة ، وهذه هي رسالتكم ركزوا عليها ،ودونوا خطواتكم للاتساع ،وأبدأوا بالفعل ،وحققوا الإنجازات. انغمسوا في شغفكم ،قد تتزاحم الأفكار في رؤوسكم ، ثم فجأة ستشعرون برغبة في التعبير ، والبحث عن الجديد في مجال شغفكم ، ستعملون بروح الإنجاز ،والتقدم فخورين جداً ،بما حققتم وممتنون لله سبحانه وتعالي ، فالإنسان إذا ركز على استغلال طاقته ، وكشف رسالته وطورها ،ستتسع طرق الخير أمامه وسيحقق العديد من الإنجازات. وإذا بحث داخل ذاته يحدث الاتساع والوفرة ، تصبح الأمور التي كانت تجعله في قلق ، وخوف ،وخيبة أمل ،لا تعود كما كانت ، من الأهمية يكتشف أنها كانت تأخذ من طاقته الكثير ،بدون فائدة وتعيق تقدمة ، ويتعجب كيف أعطى لكل هذه الأمور كل ذلك الحجم ، من التفكير في سناريوهات السلبية ، غير حقيقية ، وكيف أخذ كل ذلك الوقت من حياته ، في الاستماع لها وتصديقها. وفّروا طاقاتكم ،واستثمروها في شغفكم ستنبهرون بكمية الإنجازات والقدرات العظيمة التي تملكونها في أنفسكم، كم هو عظيم الإنسان إذا ركز على نفسه واستثمر طاقته ووجهها نحو شغفه سيظهر إبداعه وسينبهر الجميع بكم. دمت بخير سلام داخلي. للتواصل مع الكاتبة mahrosgahda@gmail.com
مشاركة :