نظَّم معرض المدينة المنورة للكتاب 2023 ندوةً حوارية بعنوان: "قوافي الحب"، والتي شارك فيها الشاعر يوسف الرحيلي، والكاتبة والشاعرة هند النزاري، وأدارها الدكتور محمد الصفراني، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للمعرض في يومه السادس. وأكد الشاعرة النزاري أن كلمة (حب) واسعة، وهي مجموعة من المشاعر الإيجابية كحب الآباء والأبناء والأصدقاء والأماكن، وأما الحب الذي يربط بين قلبين فهو مجموعة مشاعر، وحالات عاطفية وعقلية، ولها آثار على الطرفين، فالحب العقلاني هو الذي يجب أن ينشأ ويستمر، وأما الشغف فسرعان ما ينطفئ، والعقل دوماً يجب أن يكون صاحب القرار، ومشيرةً إلى أن الحب لا يناله التاريخ، ولا يتطور ولكنه قديماً يمتاز بعفةٍ أكثر، ومن اشتهروا قديماً نقلت لنا سيرهم وقصصهم، مضيفةً بقولها: "أما اليوم فالطائر الأزرق شاهد على طريحي الحب، ومن يصدق بحقهم (والأذن تعشق قبل العين أحياناً). وقال الشاعر الرحيلي: "الحب مرض ليس عند اليونانيين فقط، بل هو تعلق مرضي في أي زمان ومكان، وكتب التراث مليئة بالحب، ومن شهير تراثنا (طوق الحمامة) لابن الحزم" وزاد: "تعريفات الحب كثيرة، ولكنها ليست جامعة مانعة، والحب بين الحقيقة والخيال، الحب وحارَ منه المتنبي، وهو يتأرجح بين العقل والعاطفة". وأضاف: "الحب مختلف باختلاف الشخصيات، وليس العصور، ففي قصائد الجاهلية تتعدد المحبوبات للشاعر الواحد، وعند أبي نواس كذلك، وهناك من يقدس الحب ومن لا يقدسه، وأما على المستوى الفني فقد تطورت المضامين على مر العصور، وعلى مستوى المشاعر أيضا باختلاف العواطف والعقول، فالحب أعمق، وأعقد من أن يفسر وليس بالضرورة أن يرتبط بالشكل والمظهر". وتناولت هذه الندوة تلقائية الحب، وقيمته الإنسانية، ومفهومه الواسع في الأدب، وتطور الحب، واستحضاراتٍ وتصورات، والحالة العرفانية للحب، والعين بوابة القلب، والحب العذري، والغزل الحسي، ونماذج لقصائد الحب. الجدير بالذكر أن الشاعرة هند النزاري صدر لها عدة كتاب (طلال مداح وأنا) إضافة إلى دواوينها: بلقع، وأردت أن أقول لأمي، وأشياء في جعبة بحار، ولا تعتبي. في حين صدر للشاعر يوسف الرحيلي كل من: جناحان للوجد، ورحم الجهات، والتي في الصدور.
مشاركة :