أفادت الدكتورة إيمان آل سليس، استشاري جهاز هضمي و مناظير أن "كرون" هو مرض التهابي مناعي يصيب أي جزء من أجزاء الجهاز الهضمي بداية من الفم وانتهاءً بفتحة الشرج، مما يعني أنه غير محصور بالأمعاء الغليظة. وقالت الدكتورة إيمان: لا يوجد سبب وحيد ومؤكد للإصابة به، ولكن هناك عدة نظريات مثبتة بوجود دور للعامل الجيني والعوامل البيئية وعامل اختلال البيئة البكتيرية في الأمعاء. وأضافت: العوامل البيئية الأكثر تسببًا في المرض في تغير النمط المعيشي ويشمل الأكل غير الصحي (الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة واللحوم الحمراء) والتدخين. وأردفت: أعراضه تكمن في نهاية الأمعاء الدقيقة وبداية الأمعاء الغليظة، وهي أكثر المناطق المعرضة للإصابة بالمرض، وبالتالي فغالبية المرضى يصابون بآلام في البطن مصاحبة بإسهال شديد وفقدان الشهية مع نقص في الوزن. وتابعت: قد تكون الأعراض مختلفة, مثال في حال وجود تضيقات وانسدادات في الأمعاء قد يشكو المريض من إمساك وترجيع مع انتفاخ وألم في البطن. وقالت الدكتورة إيمان: في حالات أقل شيوعًا قد تكون دلائل المرض المبدئية محصورة في تحاليل الدم، (مثال على ذلك وجود فقر دم)، فقد يعاني المريض من أعراض نتيجة مهاجمة المرض لأعضاء خارج الجهاز الهضمي، مثل تقرحات جلدية وفموية، التهابات متكررة في العين أو المفاصل، نواسير وخراجات في منطقة الشرج. وأضافت: تشخيصه يعتمد على وجود أعراض للمرض والفحص السريري، بالإضافة إلى عمل تحاليل دم وبراز للكشف عن وجود التهاب، والكشف عن وجود فقر دم ونقص في امتصاص الفيتامينات، ومن ثم يتم تأكيد التشخيص بعمل منظار للقولون وأخذ خزعات والكشف عنها تحت المجهر، بالإضافة إلى عمل أشعة مقطعية أو رنين مغناطيسي الخاصة بالأمعاء. وقد يتم تشخيص بعض الحالات أيضًا بعمل منظار كبسولة الأمعاء. وأردفت: هناك علاجات متوفرة وتنقسم بشكل عام إلى قسمين: أدوية مثبطة لنشاط المرض وأدوية للحفاظ على بقاء المرض في حالة خمول، وأدوية الستيرويد بأنواعها ينحصر استخدامها في تثبيط نشاط المرض ولا يجب استخدامها على المدى البعيد لعدم فعاليتها في بقاء المرض في خمول وكثرة الأعراض الجانبية التي قد تنتج من استخدامها. وتابعت: الأدوية المثبطة للمناعة يكون استخدامها لبقاء المرض في خمول محصور في حالات المرض غير الشديد والمحصور في مناطق صغيرة من الجهاز الهضمي، عدا ذلك تستخدم هذه الأدوية كأدوية مساعدة للأدوية البيولوجية، ولها أنواع متعددة، أدوية مضادة لعامل نخر الورم, وأدوية مضادة لمستقبلات الانتغرين, وأدوية مضادة لمستقبلات السيتوكينات (الإنترولكين). وقالت الدكتورة إيمان: يحدد الطبيب المعالج حاجة المرض إلى أي نوع من الدواء حسب عوامل مختلفة أهمها: العمر، شدة المرض، وطبيعة المرض ووجود أمراض مزمنة أخرى. وأضافت: في حال عدم السيطرة على نشاط المرض في وقت مبكر قد ينتج عن ذلك حدوث تضيقات في الأمعاء ونواسير بين الأمعاء والقولون أو الجلد أو الأعضاء الأخرى، مثل مثانة البولية. وأردفت: مريض كرون يكون عرضة للإصابة بسرطان القولون وخصوصًا إذا كان المرض نشطًا، ولا توجد طريقة حتمية للوقاية من المرض، ولكن تجنب العوامل التي قد تؤدي للمرض المذكورة سابقًا قد يقلل من فرصة الإصابة بالمرض، حيث إن الجراحة واستئصال الأمعاء الدقيقة أو الغليظة لا تشفي المريض بشكل نهائي من المرض. وتابعت: لا يوجد دواء شافٍ لمرض كرون، وجميع الأدوية محصور دورها في السيطرة على نشاط المرض وليس شفائه. بالتالي على المريض التنبه بأن العلاجات يجب الالتزام بها إلى سنوات طويلة. وقالت الدكتورة إيمان: وجود تاريخ أسرى بالمرض قد يعود إلى (إصابة فرد من الدرجة الأولى بمرض كرون أو التهاب القولون التقرحي، حيث تزيد نسبة الإصابة بالمرض ولكنه ليس عاملًا حتميًا. وأضافت: سمي هذا المرض بـكرون نسبة إلى العالم الأمريكي (بوريل كرون) الذي اكتشف المرض في عام 1932 ميلادية. ونصحت الدكتورة إيمان بالالتزام بالخطة العلاجية والتي تشمل عمل الفحوصات والعلاجات والمواعيد، فهي مفتاح السيطرة على المرض، وترك التدخين تمامًا يقلل من فرصة مضاعفات المرض والاحتياج إلى الاستئصال.
مشاركة :