اعلنت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية السبت عن موافقتها على هدنة شرط الحصول على ضمانات دولية بوقف العمليات العسكرية من حلفاء النظام السوري، على أن تستمر الهدنة لمدة أسبوعين لتسهيل وصول المساعدات للمدن والقرى السورية المحاصرة، وذلك وفقاً لما ذكرته مصادر داخل المعارضة. ماخوس ل«الرياض»: الحديث عن وقف العمليات العدائية لا وقف اطلاق النار وقال المتحدث باسم الهيئة العليا المفاوضات منذر ماخوس ل«الرياض» أن موضوع الهدنة قيد البحث خلال الاجتماعات بين الجانبين الروسي والأميركي في جنيف، والمنعقدة بمشاركة بعض الدول الأساسية من مجموعة "العمل من أجل سورية" وذلك للعمل على وضع صيغة لوقف العمليات العدائية، موضحاً: "الحديث اليوم هو حول وقف العلميات (العدائية) كما تم إقرار ذلك في اجتماعات ميونخ الأخيرة، وليس حول وقف إطلاق النار بالمعنى الحقيقي". وأضاف ماخوس: "الهيئة العليا للتفاوض تتحدث عن شكل من أشكال الهدنة المؤقتة من أجل تسهيل مرور المساعدات الإنسانية التي بدأت الأيام الماضية في مرحلتها الأولى والتي نراها ناقصة وغير مكتملة". مؤكداً أن الهيئة العليا للتفاوض سوف تعقد يوم غد الاثنين اجتماعاً في الرياض، لبحث اتخاذ قرار حول اجتماع جنيف المقترح في يوم 25 من الشهر الحالي. ولفت إلى أن الاجتماع قد يؤجل قليلاً لعدم اكتمال التحضيرات حتى الآن، كما ذكر المبعوث الأممي الخاص لسورية "ستيفان دي مستورا. ووفق بيان للمعارضة تلقت "الرياض" أمس السبت فقد عقد رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات اجتماعاً مع ممثلي فصائل المعارضة السورية في كافة الجبهات، لمناقشة إمكانية التوصل إلى اتفاق مؤقت يمكن من خلاله حمل القوى الحليفة للنظام على وقف الأعمال العدائية التي تشنها ضد الشعب السوري. ونقل البيان عن حجاب قوله: "إن الفصائل قد أبدت موافقة أولية على إمكانية التوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة على أن يتم ذلك وفق وساطة دولية وتوفير ضمانات أممية بحمل روسيا وإيران والميلشيات الطائفية ومجموعات المرتزقة التابعة لها على وقف القتال". وأضاف البيان أن موافقة الفصائل على هذه المبادرة تأتي " ضمن رغبتها الأكيدة في الاستجابة للجهود الدولية المخلصة لوقف نزيف الدم السوري، ووضع حد لعمليات القصف الجوي التي ترتكب ضد المدنيين، والتي نتج عنها نزوح جماعي لعشرات آلاف السوريين ". وقال البيان نقلاً عن مصادر داخل فصائل المعارضة: "أنه لن يتم تنفيذ الهدنة إلا إذا تم وقف القتال بصورة متزامنة بين مختلف الأطراف في آن واحد، وتم فك الحصار عن مختلف المناطق والمدن وتأمين وصول المساعدات الإنسانية لمن هم في حاجة إليها وإطلاق سراح المعتقلين وخاصة من النساء والأطفال وفق التزام الأمم المتحدة ومجموعة العمل الدولية لدعم سورية بذلك في اجتماع ميونيخ الذي عقد يوم 11 فبراير ". وذكر بيان المعارضة أن حجاب أبدى ارتياحه من تحقيق التوافق بين مختلف فصائل المعارضة على موضوع الهدنة وفق الضوابط التي تم تحديدها، كما أكد في الوقت ذاته أنه لا يتوقع من النظام والقوى الحليفة له الالتزام بأية هدنة أو القبول بوقف الأعمال العدائية. وأشار البيان إلى أن رياض حجاب سيعرض ما تم التوصل إليه على أعضاء الهيئة خلال اجتماعها الطارئ غداً بالرياض.
مشاركة :