انتشرت هواية تعديل المركبات بين الشباب، وأثبتوا جدارتهم وقدرتهم على تحويل مركبة قديمة ذات إمكانات بسيطة إلى أخرى أكثر قوة ومتانة، ومظهر أقرب ما تكون لتحفة فنية، على الرغم من كلفتها العالية إلا أن سوق تعديل السيارات يحظى باهتمام واسع سواء على صعيد الأفراد أو الجهات التي تنظم مسابقات تحفيزية للشباب في مجال تصنيع وتعديل السيارات، حتى تحولت هذه الهواية إلى حرفة يمارسها الشباب، ومنهم عمر سالم السعدي الذي برع في هذا المجال وبرهن على قدرة الشاب الإماراتي على الابتكار والتصنيع وبقوة. عمر سالم السعدي كان لديه شغف في مقتبل شبابه، أسوة بمن في سنه من الشباب المولعين باقتناء مركبات متميزة كالرياضية، لكنه تعلق في البداية بالسيارات اليابانية، وتعمق في فن الميكانيك ومحركات السيارات وفهم منظومة عملها، وأدق تفاصيلها، ووجد نفسه أكثر رغبة في تعديل المركبات القديمة والكلاسيكية التي بطبيعتها فيها الكثير من الأخطاء، مقارنة بالسيارات الحديثة، من هنا بدأت محاولاته في تطوير هذه السيارات وتهيئة هيكلها بالكامل من الداخل والخارج، لتكون أكثر قوة ثباتاً مع توافر محرك مناسب، ونظام حماية لركابها. السوشيال ميديا وجوده في ساحة وسائل التواصل الاجتماعي وتفاعل الجمهور معه، كانا بمثابة تحول رئيس في مسيرته، خاصة عندما لمس رغبة واهتمام الكثيرين بالتعرف على مفهوم تعديل السيارات ومشاكلها، بعد أن شرع في نشر فيديو على حسابه في «انستغرام»، لإحدى سياراته وما فيها من مشاكل وأخطاء وتعديلها بالشكل الصحيح، هذا التفاعل شجعه على الاستمرار في تقديم تقارير تعريفية عن نظام تعديل السيارات، ودفعه إلى تطوير سيارة أخرى (موديل 93)، محققاً فوزاً بها في إحدى البطولات، وهذه كانت بداية انطلاقته الحقيقية في عالم استعرض السيارات، والمنافسة فيها. مهارة وخبرة وطوّر السعدي من مهاراته، من خلال مشاركته في بعض الدورات المتخصصة في مجال التصنيع وخطوط الإنتاج من خارج الدولة، حتى أصبح لديه خبرة واسعة في مجال تعديل وصناعة السيارات وتصليحها، وبعد الخبرات التي حصل عليها، قام بتدريب فريق العمل الذي يساعده في الورشة وتوجيههم ووضع خطط العمل، لضمان النجاح الذي يتمناه. ومن التحديات الكثيرة التي واجهها السعدي، عدم توافر نوعية الآلات والمعدات في السوق المحلي، والتي يمكن أن تسرّع وتيرة العمل وتنجزه في وقت أقصر، حيث إنها متوافرة خارج الدولة فقط، وبمبالغ طائلة ومرهقة بالنسبة له، كما أن ورشته الخاصة لها متطلبات كأجور العاملين وغيرها. تطوير وتلقى السعدي الدعم المعنوي والذي كان سبباً في سيره قدماً لإثبات جدارته في هذا المجال، مؤكداً دور زوجته ودعمها له، في ظل غيابه الطويل عن بيته وأولاده، وذلك من خلال تحفيزها وتشجيعها الدائم له، والذي بدد كل جهد وتعب في الورشة لساعات طويلة، ونجاحه كان بمثابة نجاح لأسرته وأصحابه الذين لا يترددون في توجيهه وإرشاده. إقبال واسع وعن إقبال الشباب على تعديل المركبات، أشار إلى أن الإقبال كبير ولكن الكثير منهم لا يملك دراية وفهم أسس هذه التقنية، وما هي متطلباتها من جهد ووقت، فبعضهم يريد سرعة إنجاز العمل من دون دقة أو دراسة المشروع بشكل جيد، فيلجأ إلى ورش ذات خبرة محدودة، فيظهر العمل بمستوى ضعيف وعشوائي، غير مدرك خطورة هذا الأمر على سلامته وسلامة الآخرين، فالعمل يحتاج إلى وقت طويل وتجهيز قطع غيار مناسبة لنوعية السيارة، والالتزام بخطط التعديل والتطوير بكل دقة، ومدى ملاءمة الهيكل الخارجي مع حجم المحرك. خط إنتاج يهدف السعدي إلى عمل مصنع كبير كخط إنتاج، ليثبت للعالم قدرة الشباب في الإمارات على تعديل وتصنيع وإنتاج السيارات، كما يرغب في ابتكار قطع غيار محلية الصنع تحقق الاكتفاء الذاتي، من دون اللجوء لطلب قطع باهظة الثمن من الخارج. نجاح باهر شارك عمر السعدي بعدد من السيارات المعدلة في الكثير من المعارض، محققاً نتائج ونجاحات باهرة، حيث عمل على مشروع تعديل سيارة «سايكلون» النادرة، والتي لا يوجد منها سوى عدد محدود حول العالم، وهي حققت لقب أجمل سيارة في العالم نظراً لمظهرها البديع ومحركها المتين، وقد كلفته مبالغ ضخمة ليقدمها بمواصفات فريدة. كما شارك السعدي في معارض عدة في أبوظبي ودبي، محققاً المركز الأول في مشاركاته، ففي إحدى البطولات حاز جائزة أرقى سيارة، من حيث هيكل التصميم الكلاسيكي لسيارة (موديل 2015)، والتي ظهرت في مزيج رائع بين القديم والحديث، ما جعل منها أيقونة فريدة لا مثيل لها.
مشاركة :