من المتوقع أن تشهد العلاقات العربية التركية تقارباً خلال المرحلة القادمة بعدما حسم الرئيس رجب أردوغان الفوز بولاية رئاسية ثالثة، خصوصا أن العلاقات بين الجانبين شهدت خلال الآونة الأخيرة المزيد من التحسن عبر تغليب المصالح وإنهاء الأزمات، وهو ما لاقى قبولاً عربياً بهدف العمل على استقرار المنطقة والبعد عن الخلافات السياسية. ويرى محللون أن أردوغان بدأ بالفعل في تغيير سياسة بلاده الخارجية مع عدد من دول الإقليم، عبر انتهاج سياسة تقليل الأزمات وتصفير المشكلات وبناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والحوار، مؤكدين أن العام 2023 ربما يشهد نقلة كبيرة في العلاقات العربية التركية، وعودة السفراء من جديد. وفي هذا السياق، أفاد الخبير في الشؤون التركية الدكتور محمد ربيع الديهي بأن هناك رغبة جلية ظهرت من جانب أنقرة لإصلاح العلاقات الخارجية، خصوصا مع دول المنطقة، وطي صفحة الخلافات الماضية، وتبريد التوترات التي كانت موجودة في السابق، وهو أمر سيسير عليه حزب العدالة والتنمية الحاكم بعد حسم فوز الرئيس أردوغان بولاية رئاسية ثالثة. وتوقع أن يقوم أردوغان خلال الأسابيع القادمة بوضع سياسة جديدة تحقق لتركيا تحسين العلاقات مع دول المنطقة. ولفت الديهي لـ«عكاظ» إلى أن هناك عوامل عدة تساعد على التقارب التركي مع المحيط العربي، أهمها التقارب الجغرافي، كون تركيا قريبة جداً من الدول العربية، خصوصا سورية والعراق، ويفصلها البحر المتوسط عن دول شمال أفريقيا، كما أن لدى أنقرة رغبة كبيرة في التقارب مع دول الخليج من أجل تنوع مصادرها الاقتصادية لدعم الليرة وتعزيز احتياطاتها من الدولار، مؤكداً أن الملف الاقتصادي العربي التركي سيكون الأبرز والأهم خلال المرحلة القادمة، ورغم أن هذا التطور الاقتصادي لم يصل إلى مستوى العلاقات التركية-الأوروبية، لكن سياسة تركيا الجديدة هي السعي لمزيد من التعاون الاقتصادي مع دول المنطقة. وأضاف أن من العوامل التي تساعد على التقارب التركي العربي التعاون الأمني في مجال مكافحة الإرهاب، متوقعاً أن يكون هناك اهتمام من الدبلوماسية التركية بالتعاون مع دول المنطقة حول عدد من القضايا العربية في ليبيا واليمن والسودان، وأيضا قضية فلسطين.< Previous PageNext Page >
مشاركة :