بعد فوز أردوغان.. إمبراطورية الاتحاد الأوروبي تنهار

  • 5/30/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ربطت صحيفة «التلغراف» البريطانية، بين فوز الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بولاية رئاسية ثالثة، وبين «واقع حال» الاتحاد الأوروبي.. وأشارت إلى أن فوز أردوغان على منافسه الذي يفضله الغرب كمال كليجدار أوغلو، يؤكد أن أي ادعاءات قد تجول بخاطر الاتحاد الأوروبي بأنه لا يزال قوة عظمى لها مكانتها وتأثيرها في الشؤون العالمية تم الكشف عن عدم صحتها تمامًا من خلال إعادة انتخاب أردوغان رئيسًا لتركيا، ونشرت الصحيفة مقالاً للباحث السياسي البريطاني، كون كوغلين، تحت عنوان «إمبراطورية الاتحاد الأوروبي تنهار». وأوضح «كوغلين»، أنه منذ وقت ليس ببعيد، كانت بروكسل تحاول إقناع تركيا لتصبح عضوًا في الاتحاد الأوروبي. وفي الواقع، لا يزال يُنظر إلى البلاد رسميًا على أنها مرشحة للانضمام، على الرغم من أن أنقرة بالكاد أحرزت أي تقدم في تنفيذ الإصلاحات المؤسسية اللازمة منذ عام 2004. بعد فوز أردوغان.. تراجع فرص انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي وقال الباحث البريطاني، إنه وفقًا للرئيس أردوغان، لا تزال تركيا تطمح بعضوية الاتحاد الأوروبي، إذ أبلغ الزعيم التركي اجتماعًا لسفراء الاتحاد الأوروبي في العاصمة التركية العام الماضي، أن عضوية الاتحاد الأوروبي «تظل أولويتنا الاستراتيجية».. ولكن الحقيقة بالطبع، هي: طالما أردوغان موجود في السلطة، فإن فرص تركيا في الانضمام إلى الكتلة، هي تقريبا، نفس فرص روسيا في ظل حكم فلاديمير بوتين. وفي مثل هذه الظروف، أي بعد فوز أردوغان في الانتخابات، يرى كون كوغلين، أن طموحات تركيا في الانضمام للاتحاد الأوروبي لن تتحقق في المستقبل القريب، ما يجعل بروكسل تندم على ذلك اليوم الذي تصورت فيه أن عضوية تركيا في الكتلة اقتراح قابل للتطبيق. إعادة انتخاب أردوغان تمثل تحديًا كبيرًا لأوروبا ويشير الباحث السياسي البريطاني، كون كوغلين، إلى أن إعادة انتخاب أردوغان لولاية أخرى مدتها خمس سنوات، وهي فترة من المرجح أن يوسع خلالها ميوله الاستبدادية على حساب المؤسسات الديمقراطية في البلاد، تمثل بالتأكيد تحديًا كبيرًا للاتحاد الأوروبي. وقال إن هذا التحدي يدعو بجدية إلى التساؤل عن طموحات الاتحاد في وضع نفسه كقوة عظمى ذات قوة ناعمة مساوية في مكانتها للولايات المتحدة والصين. مصداقية الاتحاد تعرضت لتشكيك شديد ويضيف أن مصداقية الاتحاد تعرضت بالفعل لتشكيك شديد بسبب استجابته غير المقنعة للأزمة الأوكرانية. وظهر ذلك جليًا في الانقسامات العميقة بين بعض القوى الكبرى، مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا التي تسعى إلى تبني موقف أقل تصادمية تجاه موسكو – وقوى أوروبا الشرقية الناشئة مثل بولندا – والتي تجادل بأن أمن القارة على المدى الطويل يتطلب هزيمة ساحقة لروسيا في ساحة المعركة الأوكرانية. ويرى الكاتب أنه لم يعد بإمكان الاتحاد الأوروبي الحفاظ على مقاربته الغامضة تجاه أنقرة. فتارة «يقدم رشاوى ضخمة لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا».. وتارة «يندد بعلاقة تركيا الوثيقة مع روسيا، التي تعتبر بالنسبة لأردوغان، منقذة للحياة فيما يتعلق بالاقتصاد التركي، إذ توافدت جحافل السياح الروس إلى البلاد تجنبًا لعقوبات الاتحاد الأوروبي». ويخلص «كون كوغلين»، إلى أنه بالنظر إلى سجل الاتحاد الأوروبي السيء السابق في التعامل مع أردوغان، فإن بعض الأوروبيين لديهم ثقة في أن الكتلة يمكن أن تقنع أنقرة بالتخلي عن دعمها لروسيا لإقامة علاقات أوثق مع بروكسل.

مشاركة :