تشارك دولة الإمارات، العالم احتفالاته باليوم العالمي للغة الأم الذي تحتفل به منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونيسكو، في الحادي والعشرين من شهر فبراير/شباط من كل عام. وأعلنت اليونيسكو اليوم الدولي للغة الأم، خلال مؤتمرها العام في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1999، فيما يحتفل بهذا اليوم سنوياً، منذ فبراير عام 2000، لتعزيز التنوع الثقافي وتعدد اللغات. وتحتفل المنظمة هذا العام باليوم الدولي للغة الأم، تحت شعار التعليم الجيد ولغة التدريس ونتائج التعلم، لما تحظى به اللغات من أهمية في التعليم، تماشياً مع الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للتعليم من أعمال 2030. وخلاصتها أن التعليم الجيد والتعلم مدى الحياة للجميع، يمكن الناس كافة، من اكتساب المهارات والمعارف والقيم اللازمة، لتحقيق كل تطلعاتهم إلى جانب المشاركة في مجتمعاتهم على أكمل وجه. وترى منظمة اليونيسكو أن اللغة الأم غالباً ما تكون هي الأنسب خلال السنوات الأولى من التعليم النظامي وغير النظامي، مع تأكيدها أن التعليم متعدد اللغات، يحظى بتأثير إيجابي لتحقيق الهدف الإنمائي الرابع لعام 2030. وترى المنظمة الدولية أن استخدام اللغة الأم في التعليم المباشر اليومي يقوّي الجانب المعرفي، ويضاعف فرص الانسجام بين المعلم والمتعلم، كما يوفر فرص التواصل الحقيقي منذ البداية بين الطرفين، مؤكدة ضرورة احترام استخدام اللغة الأم في التدريس والتعلم احتراماً تاماً، إلى جانب صون التنوع اللغوي وتعزيزه. كما تركز على أهمية توصيل التعليم بطريقة مناسبة ومنصفة للناس جميعاً، خاصة النساء والفتيات، والأقليات والسكان الأصليين وسكان المناطق الريفية. فيما تدعم اليونيسكو مناهج التعليم بلغتين والمناهج متعددة اللغات المرتكزة على اللغة الأم، التي تمثل عاملاً مهماً للاستيعاب والانتفاع بتعليم جيد. أمّا دولة الإمارات فتؤكد دائماً أهمية القراءة ومهارات اللغة العربية، حيث وُضعت ضمن مؤشرات الأجندة الوطنية في دولة الإمارات، وصولاً إلى عام 2021. وفي إطار ترسيخ هويتها والحفاظ على موروث الدولة وثقافتها، بقيادة صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أطلق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في 16 من سبتمبر/أيلول 2015 تحدي القراءة العربي، أكبر مشروع عربي لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي، عبر التزام أكثر من مليون طالب بقراءة 50 مليون كتاب خلال عامهم الدراسي. ويهدف المشروع، إلى تشجيع القراءة بشكل مستدام ومنتظم عبر نظام متكامل من المتابعة للطلاب طوال العام الأكاديمي، فضلاً عن مجموعة كبيرة من الحوافز المالية والتشجيعية للمدارس والطلاب والأسر والمشرفين المشاركين من جميع أنحاء العالم العربي. وكان صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أطلق في 7 مايو/أيار عام 2014، جائزة محمد بن راشد للغة العربية العالمية التي تهدف إلى تشجيع الإسهامات الاستثنائية في خدمة اللغة العربية وتكريم روادها وإبراز التجارب الناجحة والمتميزة في نشرها وتعليمها. كما تؤكد حرص صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، على الاحتفاء باللغة من خلال تقدير العاملين والباحثين والمختصين بها، بما يليق بهم، أفراداً كانوا أو مؤسسات. وانطلاقاً من اهتمام دولة الإمارات باللغة العربية، اعتمد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في 19 يناير/كانون الثاني 2015، الهوية الجديدة لمبادرة تعلم اللغة العربية في مدارس الشارقة، تحت مسمى لغتي. التي تأتي استكمالاً لمبادرة دعم التعليم باللغة العربية، بوسائل ذكية لطلبة الإمارة، التي تم إطلاقها خلال عام 2013، الهادفة إلى تعزيز اللغة العربية والتعلم بها، من خلال أحدث الوسائل والبرامج العصرية وتهيئة البيئة المدرسية الملائمة للإبداع باللغة العربية. وتأتي الهوية الجديدة للمبادرة في إطار رؤية صاحب السموّ حاكم الشارقة، بأهمية الدور الاستراتيجي للغة العربية، في ترسيخ منظومة تعليم متطور تؤهل الطالب لمواكبة العصر والتفاعل مع تحدياته العلمية والتقنية، وتكرس اعتزازه بهويته العربية، من خلال تعزيز اللغة العربية التي تمثل العمود الفقري الذي تستند إليه دولة الإمارات في إعداد مخرجات تعليمية متميزة. (وام)
مشاركة :