حين قيل لي: “اذهبي للجهاد!”

  • 12/28/2013
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم : ندى الحرابي في بداية اغترابي إلى كندا، وتحديدًا إلى مدينة تورونتو، كنتُ متقوقعة حول ذاتي، وبداخلي أوهام أو لنقل تصورات نسجتها قصص واقعية قرأتها أو سمعت بها.. تتلاشى تلك الأوهام ولكن ما تلبث أن تعود بعد موقف مرعب بالنسبة لي، فأنا في البدء لا أعرف قانون تلك البلد ولا نظامها، فكنت التزم مبدأ يا غريب كن أديب, لكن مع مرور الوقت قررت أن أخرج وأستكشف, فأنا الآن لست سائحة أبحث عن مكان تسوق أو أرتاد أحد المطاعم الجميلة مستغلة ما تبقى لي من أيام على رحلتي الجميلة.. أنا هنا مقيمة أحتاج لاستكشاف المناطق المحيطة بي، ولكن يبدو أن كل استكشاف لا بد أن يكون بثمن خصوصًا عندما أبتعد عن وسط المدينة.. لا يزال عالقًا في ذهني ذات مرة حينما صاح مجموعة من الشباب في سن المراهقة مؤشرين بأصابعهم نحوي جهاد.. اذهبي للجهاد, لا أخفي مدى رعبي ولا أزال أتذكر برودة أطرافي, في مثل تلك المواقف يعجز عقلي عن الاستيعاب وجسدي عن التصرف.. أعلم أنهم لم يستطيعوا مس شعرة من جسدي في حال كانوا في وعيهم, لكن ماذا لو كانوا النقيض من ذلك!!.. مر في مخيلتي سيناريو بل إثنان أو ثلاثة عما قد يحصل لي، فقدت إحساس سماع الضجيج من حولي، ولم أعد أسمع سوى صوتي الداخلي صارخًا: اهربي!.. حينما استجمعت قواي وقررت الهرب سريعًا وجدت أنهم رحلوا بسيارتهم وهم يقهقهون عاليًا.. حمدت الله على السلامة واتجهت سريعًا إلى محطة السب وي, وجدتها مزدحمة صاخبة ولأول مرة أعشق الضجيج والازدحام، فأنا في مكان آمن بإذن الله, مع ازدحام الناس وضجيجهم لم أكن أشعر سوى بالأفكار تتصارع بداخلي, كان جل تفكيري حينها عن لماذا قالوا لي هذا؟، ما هو التصرف الأمثل؟، يابت خليك في الداون تاون بس ولا تتعدينه. قررت وقتها ألا أذهب خارج نطاق تجمع الناس وحركتهم حتى ولو كان لي حاجة تستدعي الذهاب إلى مكان بعيد, فالعمر مش بعزءة..

مشاركة :