أبوظبي نجاة الفارس: ركزت العديد من الرسائل الجامعية التي أعدتها مجموعة من الباحثين الإماراتيين على تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وحضارتها وأبرز قضاياها، وهي قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران، وتزخر المكتبات الوطنية ومنها دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة والتراث بالعديد من رسائل الدكتوراه والماجستير، المتاحة أمام الطلبة والقراء للاطلاع عليها، والتزود بمعارفها ومعلوماتها القيمة، وتدور موضوعات هذه الرسائل حول: السياسة الخارجية، والهوية في الإمارات، والمراكز الحضارية. من ضمن هذه الرسائل أربع رسائل في الدكتوراه، الرسالة الأولى بعنوان البعد العربي في السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة 1990_ 2003 وهي من إعداد الباحث أحمد عبدالله بن سعيد في عام 2007 ونال بها درجة الدكتوراه من معهد البحوث والدراسات العربية في القاهرة، وتقع في كتاب مكون من 690 صفحة من الحجم الكبير، وتحتوي على ستة فصول تحمل عناوين، العوامل المؤثرة في السياسة الخارجية لدولة الإمارات، وآليات صنع قرار السياسة الخارجية لدولة الإمارات، وأهداف السياسة الخارجية لدولة الإمارات، وتوجهات سياسة الإمارات نحو التجمعات الخليجية والعربية وتوجهات سياسة الإمارات نحو القضايا الخليجية والإقليمية و توجهات سياسة الإمارات نحو القضايا العربية. أما رسالة الهوية في دولة الإمارات 1971_ 2004 فهي من إعداد الباحث محمد علي عمير الشرياني ونال بها درجة الدكتوراه من جامعة القاهرة عام 2007، وهي مكونة من ثلاثة فصول تحمل عناوين: الواقع التعددي للهويات في دولة الإمارات، والمؤثرات الداخلية والخارجية على الهوية الوطنية في الإمارات و آليات المحافظة على الهوية الوطنية في الإمارات. أما الرسالة الثالثة المراكز الحضارية بدولة الإمارات العربية المتحدة من العصور الحجرية حتى نهاية العصر الحديدي، فأعدها الباحث سعيد مبارك الحداد لنيل درجة الدكتوراه في التاريخ تخصص التاريخ القديم بجامعة عين شمس، وقد وضع الباحث هذه الدراسة في إطار الفترة الزمنية الممتدة منذ العصور الحجرية حتى نهاية العصر الحديدي، وكانت طريقته في معالجة موضوع الدراسة بتقسيمها إلى مقدمة، وخمسة فصول وخاتمة، أبرزت أهم ما توصلت إليه الدراسة على النحو الآتي: الفصل الأول وعنوانه، مدخل لدراسة المراكز الحضارية في دولة الإمارات كان بمثابة الأساس الذي بنيت عليه كامل الرسالة، وفيه تناول الباحث الأسس البيئية والتكوين الحضاري للإمارات، موضحاً أثر العوامل الطبيعية في نشأة وتكون السمات الحضارية الأولى بهذه المراكز، كما استعرض الدور الحضاري لإقليم ماجان، وكذلك تناول دراسة المواقع والمراكز الحضارية بدولة الإمارات وفقا لتصنيفها الزمني منذ العصور الحجرية وحتى العصر الحديدي، واختتم الفصل بدراسة عوامل التواصل الحضاري بين هذه المواقع والمراكز، ليس في الإمارات فحسب وإنما في عموم منطقة الخليج العربي في دراسة مقارنة. وجاء الفصل الثاني بعنوان محاور الحياة الاقتصادية في المراكز الحضارية بدولة الإمارات، فتناول فيه الباحث أهم الجوانب الاقتصادية في المراكز الحضارية والتي تتمثل في الصيد البحري ومقوماته، وكذلك الزراعة بمواردها المختلفة وما يصاحبها من ثروة حيوانية ممثلة في الرعي، هذا بالإضافة إلى التعدين، وما يتعلق به من صناعات مختلفة أسهمت بشكل كبير في تشكيل الحياة الاقتصادية للإمارات، وفي ختام الفصل أولى الباحث اهتماماً خاصاً بدراسة حرفة التجارة لما لها من دور فعال ومؤثر في تحديد مواقع المراكز الحضارية في منطقة الإمارات فكان للطرق التجارية البرية والبحرية على السواء أهمية قصوى في الربط بين هذه المراكز، التي سعت في بادئ الأمر لتبادل السلع التجارية، وهو الأمر الذي استدعى وجود شكل من التنظيم الاجتماعي الذي عرفته المنطقة في عصورها القديمة. واستعرض الفصل الثالث وعنوانه ملامح الحياة الدينية والطقوس المرتبطة بها في المراكز الحضارية بدولة الإمارات أهم المعبودات في شبه الجزيرة العمانية مثل عبادة الشمس وعبادة الثعبان وغيرهما من العبادات الأخرى، كما عرف هذا الفصل بالمعتقدات والطقوس الجنائزية من خلال دراسة طراز المقابر وما عثر بداخلها من مرفقات جنائزية، والطرق المتبعة لدفن الموتى، وأورد كذلك المنشآت الدينية المتمثلة في المعابد. وجاء الفصل الرابع وعنوانه ملامح الحياة الاجتماعية في المراكز الحضارية بدولة الإمارات فركز الباحث من خلاله على الخصائص العامة لسكان شبه الجزيرة العمانية واللغة التي كانت سائدة بينهم، ثم صفات هذا المجتمع ونظمه الاجتماعية السائدة وما لها من أثر في صياغة الدور السياسي للمنطقة ثم دراسة ظاهرة الاستيطان ونشأة المستوطنات سواء كانت ساحلية أو داخلية. وعالج الفصل الخامس وعنوانه ملامح الحياة السياسية في المراكز الحضارية بدولة الإمارات الكيانات السياسية في شبه الجزيرة العمانية. أما الرسالة الرابعة الآثار البيئية والقانونية والاقتصادية الناتجة عن الاحتلال الإيراني لجزر دولة الإمارات العربية المتحدة فأعدتها الباحثة عفراء جمعة مبارك القبيسي لنيل درجة الدكتوراه من معهد الدراسات والبحوث البيئية جامعة عين شمس عام 2008، وقد أبرزت أهم الدوافع والمبررات والأدلة والقرائن حول تبعية الجزر لدولة الإمارات، وبرهنت الباحثة على ذلك بوثائق وخرائط رسمية ورسائل عربية ودولية، وقسمت الدراسة إلى بابين، تناول الأول واقع الإمارات قبل وبعد الاتحاد موضحاً أهمية الجزر الإماراتية المحتلة وميزتها التنافسية من حيث موقعها في لإمارات من ناحية وكذلك أهميتها للدول العربية ودول العالم من ناحية أخرى. وعرض الباب الثاني آثار الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية وذلك في مختلف الجوانب البيئية (الأضرار التي لحقت بالإمارات والمنطقة الإقليمية المحيطة) والجوانب القانونية (أحقية الإمارات في إرجاع الحق لصاحبه وترسيم الحدود طبقاً للأبعاد الجغرافية والتاريخية لتبعية الجزر لدولة الإمارات)، فضلاً عن الجوانب الاقتصادية المتمثلة في استغلال الموارد الإنتاجية في الإمارات من دون وجه حق، وإحداث مظاهر اقتصادية سلبية مختلفة في المنطقة. دار الكتب الوطنية تحتوي دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة والتراث على عدد من رسائل الماجستير التي تناولت تاريخ وحضارة دولة الإمارات العربية المتحدة ومنها ست رسائل حملت العناوين التالية: دولة الإمارات العربية المتحدة نشأتها وتطورها من إعداد أحمد خليل عطوي، الجامعة اللبنانية عام 1980، والفكر السياسي للشيخ زايد بن سلطان إعداد الباحث مبارك محمد مطر أبو نمر المزروعي، المملكة المغربية المدرسة الوطنية للإدارة العمومية السنة الجامعية 1992- 1993، والسياسة الخارجية لدولة الإمارات تجاه إيران خلال الفترة 1971- 1992 من إعداد خالد أحمد محمد الملا جامعة القاهرة 1998، وأبوظبي في عهد زايد بن خليفة الأول 1855 - 1909 علاقتها بالقوى المحلية وأيضاً علاقتها مع بريطانيا وتطورها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإداري، وهي من إعداد خالد سليمان إبراهيم البلوشي جامعة القديس يوسف 2003، وبريطانيا والأوضاع الإدارية في إمارات الساحل العماني 1947 - 1965 من إعداد الباحثة منى محمد سليمان الحمادي جامعة القاهرة عام 2006، وشخصية دولة الإمارات العربية المتحدة - دراسة في عبقرية القائد الكاريزمي- مقدمة من الباحثة حياة حسن غانم الحوسني جامعة الإسكندرية عام 2007.
مشاركة :