طريق العلم لا ينتهي، والاكتشافات العلمية والإنجازات التي غيّرت وجه العالم وقصص الحائزين على جائزة نوبل قصص ملهمة للبشرية للسير على خطى هؤلاء المبدعين، ذلك هو ما دفع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم لافتتاح الدورة الثانية من متحف نوبل 2016، والذي تنظمه بالتعاون مع مؤسسة نوبل العالمية تحت شعار استكشاف الحياة: جائزة نوبل في الطب برعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم. جاء الإعلان عن ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي نظمته المؤسسة صباح أمس، بحضور جمال بن حويرب العضو المنتدب بمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وكارل هينريك هيلدن رئيس مؤسسة نوبل، في مقر المتحف بمدينة الطفل بحديقة الخور بدبي، والذي شهد الإعلان عن قائمة الفعاليات المصاحبة للمتحف. الاكتشافات العلمية عندما كتب المخترع ألفرد نوبل وصيته عام 1895، وضع حجر الأساس لإطلاق أشهر جائزة في العالم وهي جائزة نوبل، فالمعرض يسلط الضوء على أحد أهم المجالات التي خصها نوبل بجائزته وهو علم الطب. حيث يدرس المعرض آلية بناء الجسم البشري وغيره من العضويات الحية الأخرى، ويدرس العمليات الحيوية التي تحدث داخل أجسامنا، كما يتطرق إلى الاكتشافات العلمية التي أسهمت في تغيير العالم بما في ذلك اكتشاف علاجات الأمراض، فقد فتح الفائزون بجائزة نوبل عبر مكتشفاتهم أبصارنا على أهم مصدر تقدمه الأرض ألا وهو الحياة، ومن خلال إسهامات هؤلاء الفائزين عرفنا متعة المعرفة وفائدة الاكتشاف. الابتكار والإبداع وفي كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر، قال جمال بن حويرب: إن النَّجَاحَ الذي حَقَّقَهُ متحف نوبل في دَوْرَتِهِ الأولى خِلَالَ العامِ الماضي، والتي انطلقت بتوجيهاتٍ مِن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتحتَ رعايةِ سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم، أَوْجَبَ على المؤسَّسةِ كَجِهَةٍ مُنَظِّمَةٍ لِلْمُتْحَفِ، أَنْ تَعْمَلَ بالتَّعَاوُنِ مَعَ مُؤَسَّسَةِ نُوبِل العالمية على تطويرِ الحدثِ، وتقديمِهِ بصورةٍ متجددة تُعَزِّزُ دَوْرَ المؤسَّسَةِ الرَّائِدَ في نَشْرِ وَنَقْلِ المعرفةِ، وترسيخِ مبادئِ الابتكارِ والإبداعِ والبحثِ في مُجْتَمَعَاتِنَا، وسعياً منها نحو رفد المجتمع المحلي والعربي بمبادرات تثري العقول وتحفزِ الشباب والمبدعين، وتعزز مسارات نشر المعرفة، وتُوَثِّقُ إبداعاتِ الإنسانيَّةِ في كُلِّ مكان. الطب الإسلامي وأضاف بن حويرب: سينهل زوار المتحف وعلى مدى شهرٍ كاملٍ، من القِيَمِ المعرفيَّةِ والمعروضات الملهمة التي يُقَدِّمُها مُتْحَفُ نُوبِل مِن خلالِ 7 أقسامٍ مُخْتَلِفَةٍ، تتناولُ عِدَّةَ جوانبَ طبيَّةٍ، وتستعرضُ تفاصيلَهَا بأسلوبٍ مُبْتَكَرٍ وتفاعُلي، يقدِّمُ الفائدةَ والْمُتْعَةَ لجميعِ الزُّوَّارِ. ويُسَلِّطُ الْمُتْحَفُ في عامِهِ الثَّانِي الضَّوْءَ على مُؤَسِّسِ الجائزةِ العالميَّةِ ألفرد نوبل من خلالِ قسمٍ خاصٍّ به، يستعرضُ تفاصيلَ مسيرتِهِ العلميَّةِ واهتماماتِهِ الطبيَّةِ، إلى جانبِ قسمِ الطِّبِّ الإسلامي الذي يستعرضُ أبرزَ إنجازاتِ العلماءِ المسلمينَ في المجالِ الطِّبِّي والدَّوَائِي. فيما يُعَرِّفُنَا قِسْمُ الْمُسْتَكْشِفِ الدَّاخِلِي على الفائزينَ بجائزةِ نوبل مِمَّن نَجَحُوا في تطويرِ طُرُقٍ عمليَّة لنقلِ صورةٍ واضحةٍ عن الأجزاءِ الداخليَّة في جسمِ الإنسان. وأشار بن حويرب إنه مِن خلالِ قسمِ رؤيةِ ما خفي سيتعرَّفُ الجمهورُ إلى إنجازاتِ العلماءِ في مجالِ أشكالِ وأنواعِ المجاهرِ المختلفة. ويُقَدِّم قِسْمُ الخليَّة صورةً وافيةً عن الخلايا في جِسْمِ الإنسانِ، لننتقلَ إلى قِسْمِ الحِمْضِ النَّوَوِي الذي يستعرضُ مُكَوِّنَاتِ الحمضِ النَّوَوِيِّ، والدَّوْرِ الذي يَلْعَبُهُ في العملياتِ الحياتيَّةِ الأساسيَّةِ. وأخيراً سَيُسَلِّطُ قِسْمُ الأمراضِ وعِلاجَاتِهَا الضَّوْءَ على مجموعةٍ واسعةٍ من الأمراضِ التي تُهَدِّدُ صِحَّةَ الإنسانِ، والجهودَ المبذولةَ لعلاجِها والحدِّ منها. دعوة أكد بن حويرب أنَّ مؤسَّسةُ محمد بن راشد آل مكتوم أبرمت اتفاقيَّةَ شَرَاكةٍ حصريَّةٍ مُدَّتُها عَشْرُ سنواتٍ مقبلةٍ مع مُتْحَفِ نوبل، بهدفِ تنظيمِ سلسلةٍ من المبادراتِ والمعارضِ المتخصِّصَة، ومِن ضِمْنِهَا مُتْحَفُ نوبل، الذي تعتزمُ المؤسَّسةُ تنظيمَه خلالَ السَّنواتِ المقبلة في عِدَّةِ مُدُنٍ داخلَ الدولةِ، وفي الدُّولِ العربية. كما دعا بن حويرب في ختام كلمته زوار متحف نوبل لاستثمار الفرصة والاستفادة القصوى من هذه التجربة المعرفية، ومن ورش العمل المتخصصة والتعرف على سيرة الشخصيات والعقول المبدعة في مجال الطب ليكونوا القدوة والنموذج لشبابنا، والفعاليات المصاحبة التي ستضفي مزيداً من الزخم لهذا الحدث المقام على أرض دبي. الأبحاث الطبية وبدوره، أشار كارل هينريك هيلدن، إن شراكة مؤسسة نوبل مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم أتاحت الفرصة لانطلاق متحف نوبل للعام الثاني على التوالي، وبشكل متخصص في مجال الطب. مؤكداً حرص مؤسسة نوبل على تزويد المتحف بأحدث الأبحاث الطبية لإضفاء عنصري التشويق والمتعة على فعاليات ومعروضات المتحف، وأكد هيلدن أن مؤسسة نوبل ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم يتشاركان في القيم والأهداف التي تسعى إلى تقديم ونشر المعرفة والمعلومات الموثقة، والتي سيتعرف عليها زوار المتحف والمشاركين في الفعاليات وورش العمل المصاحبة للحدث، وتسليط الضوء على النماذج الطبية الناجحة التي تشكل القدوة في هذا المجال. موقع متميز أوضح هيلدن أن متحف نوبل في دورته الثانية سيلهم الكثيرين نحو الإبداع والمعرفة وسيتيح الفرصة لكل الزوار للتعرف عن قرب على الفائزين بجائزة نوبل في مجال الطب. مثمناً اختيار مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم لمدينة الطفل كموقع متميز للمتحف، خاصةً أن الأطفال هم صناع الغد وأساس تقدم الأمم، مؤكداً إن دبي سباقة دائماً لاستقطاب المبادرات الملهمة والفاعليات العالمية بفضل بنيتها التحتية المتطورة ومكانتها العربية والعالمية كمنصة للمعرفة والإبداع والابتكار. فيزياء أكد العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، جمال بن حويرب: إن هذه المرة الأولى التي يتم فيها تنظيم المتحف بشكل متخصص في المجال الطبي والذي سيركز على تطور هذا المجال منذ عدة قرون حتى الآن، ومساهمات الحائزين على جائزة نوبل في مجالات محددة تشمل علاج الأمراض المزمنة مثل: السرطان والسكري والثلاسيميا. كما يعرض المتحف مساهمة العلماء المسلمين الكبيرة في هذا المجال، وأشار بن حويرب إلى انه من خلال الشراكة الحصرية التي أبرمت مع متحف نوبل سيتم تنظيم المتحف كل عام بشكل متخصص، من خلال تناول وعرض مجال من مجالات العلوم، فالعام المقبل سيتناول المتحف مجال الفيزياء بشكل متخصص، لحث الشباب على البحث العلمي، والتعرف إلى الإنجازات التي أسهمت في تغيير العالم. سيرة العلماء واكتشافاتهم بين جنبات المعرض ينقسم متحف نوبل في قرية الطفل بدبي إلى خمسة أقسام، حيث يعرف الأول زواره على الطب الإسلامي ويستعرض أسماء أبرز العلماء والمكتشفين المسلمين، الذين ساهموا باكتشافاتهم في تطوير المجال الطبي قديماً. ويضم سيرة أكثر من 15 عالماً شهيراً من علماء المسلمين، فيما يسلط القسم الثاني المستكشف الداخلي الضوء على كيفية بناء الجسم البشري من الداخل، حيث يـتألف من مزيج مذهل من الأعضاء المختلفة التي تمكنه من التفكير والشعور والحركة والتفاعل مع محيطه. ومن خلال القسم الثالث رؤية ما خفي سيتعرف الزوار على الأجزاء التي يتكون منها جسم الإنسان بواسطة مجهر يمكن حمله بيد واحدة، فيما يمكن قراءة جملة الإنجازات التي حصلت على جائزة نوبل من على جدران هذا القسم. بينما يتعرف الزوار في القسم الرابع على الخلية، حيث يتكون جسم الإنسان من تريليونات الخلايا بالغة الصغر، ومن خلال هذا الجناح التفاعلي يمكن الولوج إلى داخل الخلية البشرية واكتشاف العديد من العمليات كتخزين الطاقة والشيخوخة وردات فعل الجسم تجاه التأثيرات الخارجية. ويلقي القسم الخامس الحمض النووي الضوء على بنية جزيء الحمض النووي والدور الحيوي الذي يلعبه في العمليات الأساسية، بينما يستعرض الجناح الأخير الأمراض وعلاجاتها، والذي يضم مجموعة واسعة من الأمراض التي تهدد حياة الإنسان، وإحصاءات لوصف عدد من الأمراض الخطيرة وانتشارها في الوقت الحالي أو المستقبل ومن على جدرانه يمكن الاطلاع على الاكتشافات التي نالت جائزة نوبل فيما يتعلق بالأمراض والجهود المبذولة في علاجها.
مشاركة :