«الثلاثي جبران» و«هياشيني كاغورا» يحلقان بالموسيقى

  • 2/22/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم تمنع الأجواء الماطرة الثلاثي جبران من التألق على أوتار العود، والتحليق بجمهور مهرجان الفجيرة الدولي للفنون في سماء الموسيقى الذي عاش، أول من أمس، أجواءً من التراث الياباني. فخلال الأمسية التي قدمتها فرقة الثلاثي جبران على مسرح كورنيش الفجيرة، تنافست مقطوعات العود التي قدمها الثلاثي جبران بما حملته من حنين وجمال طالما تميزت به الموسيقى العربية، فمن خلال مقطوعاتهم سفر ومجاز تلاعب الثلاثي سمير ووسام وعدنان. وهم سليل عائلة فلسطينية عريقة من مدينة الناصرة، بأوتار العود، لـيسلطنوا الجمهور بما قدموه من مقامات شرقية قامت على البحث والتجريب والاكتشاف، تشبه إلى حد كبير تاريخ عائلتهم التي أجادت صناعة العود على مدار عقود طويلة، ولا تزال تتفنن بهذه الصناعة. خلال الأمسية، عانق الثلاثي جبران الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش الذي حضر على المسرح بواحدة من أشهر قصائده، كما عانقوا بمقطوعاتهم الكثير من التراث الموسيقي العربي، وكلاسيكيات الراحل سيد درويش، لتستمر الأمسية قرابة الساعة في أجواء بحرية شاعرية على كورنيش الفجيرة، حيث اعتمدت الفرقة أسلوب التوافق الصوتي وتبادل الأدوار، فكل عود يعبر عن شخصية مستقلة بذاتها. في المقابل، شهد جمهور المهرجان ولأول مرة في الشرق الأوسط، عرضا موسيقيا استعراضيا لأقدم أنواع الفنون الفلكلورية بالحضارة اليابانية، قدمتها فرقة هياشيني كاغورا على مسرح المركز الثقافي، في أجواء مفعمة بالأصالة. وتضمن العرض رقصات مستوحاة من طقوس مناطق شمال اليابان، رافقتها موسيقي الناي والطبل والصنج. رقصة الديك قدمت الفرقة رقصات أربعاً افتتحتها برقصة (الديك) والتي ترجع حكايتها لأسطورة قديمة لدى سكان جبل هياتشيني بشمال اليابان، فيما تعتبر الرقصة الثانية التي قدمتها الفرفة من أهم الرقصات لارتباطها بحياتهم ومعيشتهم، وضمت الرقصة الثالثة 4 راقصين بأقنعة بيضاء وخامس بقناع أحمر، في حين جاءت الرقصة الأخيرة بعنوان (رقصة كونغين) التي اختتمت بها الفرقة عرضها. وبحسب المترجمة ماهو واتانابي اليابانية، فهذا الفن الفلكلوري العريق يعود إلى ما قبل 500 عام، وقالت إن أصول هذا الفن غير معروفة، بل تناقلتها الأجيال إلى يومنا هذا، ويعتبر هذا التراث الأقدم في تاريخ اليابان، حيث وصنفته اليونسكو في نهاية العقد الماضي ضمن قائمة التراث العالمي. تراث تأسست فرقة هياشيني كاغورا في 2009، وهي مدرجة ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، وهي بذلك تقدّم جزءا من التراث المحلي الذي يعتز به أهل مقاطعة إيوات في شمال اليابان، من خلال مجموعة الرقصات الست التي تحاكي بها تاريخ اليابان، حيث تمارس هذه الرقصات في اليوم الأول من أغسطس ضمن مهرجان مزار هاياشيني الكبير الذي يعقد في مدينة هانا ماكي. ويؤدي الرقصات فيه أعضاء المجتمع المحلي بوصفها تعبيراً عن هويتهم، وشرفاً يعتزون به، وينقلونه من جيل لجيل.

مشاركة :