واصل الرائد رحلة الضياع بخسارته من الفتح وتجرع أنصاره مرارة الهزائم على الرغم من كل التغييرات الفنية والإدارية والعناصرية، إذ لا أحد يعرف الأسباب التي أفضت إلى هذه الانتكاسة المؤلمة على رغم كل الاجتهادات من بعض الأسماء الشرفية التي تسعى ل"ترقيع" ما خلفته إدارة الرئيس السابق عبداللطيف الخضير من مشكلات فنية ومالية وإدارية. الأمور في النادي القصيمي العريق والذي يُطلق عليه لقب "رائد التحدي" حين كان مثالاً للتحدي وتجاوز العثرات، وصلت إلى مرحلة بات من الصعب تجاوزها، فاللاعبون غير قادرين على تقديم مستويات جيدة حتى أصبحت المباريات التي يكون طرفاً فيها هي الأسوأ من الناحية الفنية على الرغم من تعدد المدربين ومحاولات تغيير طرق اللعب والأداء، فالروح معدومة والانسجام في أسوأ درجاته وكأن اللاعبين يلعبون مع بعضهم لأول مرة. الخسارة في كرة القدم قاسية ولا يتقبلها اللاعبون والمدربون والإداريون الذين يعشقون الفوز أو يكرهون الهزيمة على الأقل، لكن الوضع في الرائد مختلف، فمعظم اللاعبين لا يعشقون الفوز ولا تعني لهم الخسارة شيئا، والقريب من النادي "الأحمر" يدرك أن جماهير الفريق لا تهتم للخسارة إن صاحبها عطاء وأداء قتالي ومحاولات لصنع الفرص، ولكن المشكلة أن اللاعبين غير قادرين على إظهار أي ردة فعل داخل الميدان أو حتى محاولات للتسجيل وقتال من أجل نتيجة إيجابية. وعلاوة على ذلك، ثمة ضعف إداري واضح في التعامل مع المشكلات الداخلية، والفوضى كانت ولا تزال تضرب أطنابها داخل الفريق ومعسكراته من دون القدرة على التعامل مع الأمور بحزم وجدية واحترافية عدا عن الفشل بعزل اللاعبين عما يحدث من صراعات داخل النادي، وزراعة الروح القتالية فيهم، بل وأسوأ من ذلك الأوضاع المالية السيئة في النادي، إذ لم تشفع المداخيل التي جاوزت ال30 مليون ريال لإدارة الخضير في بناء فريق محترم يستطيع على الأقل مجاراة المنافسين والوصول لمركز دافئ، ولا حتى للخسارة بمستوى جيد يُكسب الفريق احترام المنافسين والمتابعين. وصلت الأوضاع في الرائد مبلغاً لا يمكن لأنصاره أن يطيقوه، ولم يتبق للفريق من أمل للعودة والمنافسة بقوة على البقاء إلا الفوز على القادسية، وهو المنافس الذي يقدم مستويات جيدة رغم تقاربه النقطي مع "الأحمر"، في وقت لم يعد أمام محبي الرائد إلا الصبر ومحاولة الوقوف خلف لاعبين لم يقدموا أي مستوى ولم يظهروا أي حماس ورغبة بالفوز، ماعدا أسماء تعد على أصابع اليد الواحدة، مع محاولات للإنعاش يقودها الرئيس الأسبق خالد السيف وعبدالله الغفيص وسط انسحاب البقية، وكأن الرائد لا يمثل شيئاً بالنسبة لهم. المحبون للرائد، وهو الرقم الصعب في رياضة القصيم، باتوا يتخوفون من مصير مجهول وليس أمامهم إلا مطالبة القادرين على الدعم والحضور ورفع الروح المعنوية وشحذ الهمم، بعد أن انفض الجميع وتركوا الرائد يغرق، فالنادي العريق يعيش مرحلة عصيبة للغاية، وعودته لدوري الكبار في حال هبوطه ستكون صعبة للغاية، وبتكلفة أعلى بكثير من تكلفة البقاء.
مشاركة :