أبو العلاء المعري «أعجوبة الدهر»

  • 2/22/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

صدر حديثًا عن «دار العرب» ببيروت كتاب «أبو العلاء المعري ثائرًا» للدكتور نبيل الحيدري، ويتناول فيه مؤلفه حياة أبي العلاء وثورته الفكرية والفلسفية وتجاوزه لزمنه وأمته. يقول المؤلف إن «المعري جمع بين الأدب والفلسفة والتراث والجدل والعلوم حتى علم النجوم مما أبهر عظماء عصره، فأقروا له بالنبوغ والتميز والإبداع، وكان الوحيد الذي حاز على لقب (أعجوبة الدهر)، بعد امتحانه ببغداد، فلا غرو أن يكتب عنه العظماء على مرّ التاريخ، فيحاروا في عبقريته وثورته وذكائه وفكره، وحتى المستشرقون. فقد تُرجمت (اللزوميات) مثلاً إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والروسية وغيرها». وتناول المؤلف رحلة المعري لبغداد، بعدما اضطر لمغادرة حلب بسبب آرائه حول الدين والتشكيك بما يظن من حقائق. لكن وجوده هناك، كما يرى الحيدري، كان سببًا في الكثير من الأحداث والمنازلات الأدبية والدينية والمذهبية والفلسفية والفكرية في جو المدينة المشحون أصلاً بشتى المدارس والنزعات الأدبية والعقائد الدينية والتيارات الفكرية. فقد كانت بغداد في ذلك الوقت، كما يقول طه حسين، «كباريس اليوم، لا ترى في العالم الإسلامي شابًا أتم الدرس في بلده إلا وهو يتحرق شوقًا إلى الرحلة إلى بغداد ودراسة العلم فيها من أصفى موارده وأعذب مناهله». وحضر المعري في بغداد المجالس الكثيرة المتنوعة، فجالس الأدباء وحاور الفلاسفة وأصحاب الملل والمذاهب، ولم يكتف بالقراءة عنهم بل كان يذهب إليهم ويحاورهم مباشرة بتحدٍّ جريء وحوار صريح وجدل علمي، ومن أهمها حواراته الجدلية مع إخوان الصفا. ومن أهم ما صنفه تلك الفترة هي «اللزوميات» و«سقط الزند» و«رسالة الغفران». ولكن محنته في بغداد مع الفقهاء ونظرته الفلسفية للدين قد دفعته للعودة إلى معرة النعمان ليقضي حياته هناك، سجينًا وحيدًا في بيته «رهين المحبسين». غير أنه، كما يقول المؤلف، بقي عاشقًا لبغداد متأسفا على تركها متمنيًا الوفاة فيها.

مشاركة :