أبو العلاء المعرّي ثائراً

  • 9/21/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

{أبو العلاء المعرّي ثائراً} عنوان اختاره الدكتور نبيل الحيدري لدراسة حول حياة وآثار فيلسوف المعرّة وعالمه الكبير، صدرت حديثاً في كتاب عن {الدار العربية للعلوم ناشرون} و{دار العرب للنشر والتوزيع}. تجاوز ذلك العبقري المتميز زمنه كما تجاوز مكانه ومجتمعه إلى أفق أرحب واسع لا يعرف الحدود في الفكر والفلسفة والأدب. واجه التعصب والتكفير والتزمّت فانتقل من المعرّة إلى بغداد مركز التنوير آنذاك، وبعدها رجع إلى مدينته فسجن نفسه في بيته ليكتب الشعر والأدب ويجيب عن رسائل كثيرة من أصقاع الدنيا إلى أن مات في قصة غريبة. ولأن المعري، كما يقول المؤلف، {كان معجزة كبيرة جمع فيها الأدب والفلسفة والتراث والجدل والعلوم حتى النجوم، ودقة تفاصيلها مما أبهر عظماء عصره...}، يسلط الكتاب الضوء عما كتبه العظماء على مر التاريخ عن عبقريته وذكائه وفكره، والمستشرقون من مختلف بقاع الدنيا. كذلك يبحث في الفترة التي عاشها في بغداد، وهي أهم الفترات رغم قصرها، لكونها كانت مركز العلم والثقافة والأدب والحوار والترجمة. ولهذا يعتبر المؤلف أن الباحث في رحاب المعري {يحار وهو يدرس أفكاره وشعره وإبداعاته والجدل الكبير حوله وحول آرائه، فهو ألزم نفسه باللزوميات أو لزوم ما لا يلزم وهذا ما لم يلتزم به شاعر قط لا قبله ولا بعده. كذلك حرّم على نفسه أكل اللحم والزواج رغم شعره الغزلي في النساء (...)}. ولأن البحث في حياة شاعر المعرّة ليس بالأمر السهل حاول المؤلف {بحث الظروف والشرائط الموضوعية وأمور عدة لحل الإشكالات وفتح الألغاز التي حار فيها الباحثون كذمّه نفسه مراراً واسمه ولقبه (...)، وهم تعارضوا في كثير من المحاور المهمة لفهمه، خصوصاً رأيه ومذهبه ودينه وإيمانه، فبينما يراه البعض ملحداً كافراً يراه آخرون مؤمناً صادقاً عميق الإيمان راسخ الإرادة...}. تتألف الدراسة من ثمانية فصول هي: نشأة المعري وتعلمه، عبقريته ومحنته (شدة ذكائه، العمى وأثره، أدبه ومصنفاته، علوم اللغة والأدب والعروض، تلامذته ومريدوه)، رحلة فاصلة في حياته (بغداد)، عبقرية الشعر (سقط الزند، اللزوميات، الفصول والغايات)، إبداع الفلسفة (رسالة الغفران، المعري والمرأة، التراث والدين... وغيرها)، أغراض الشعر عند المعري (المديح، الفخر، الوصف، الرثاء، الهجاء، الغزل، والحكم والأمثال)، المعري مع الشعراء والأدباء (الجواهري، المتنبي، طه حسين)، وقصة وفاته.

مشاركة :