«الأيادي الصامتة»... فنون تستنطق قصص العُمال المنسيين

  • 6/1/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

للفن قدرة على استنطاق الواقع الاجتماعي والسلوك المهني، وهو ما يرتكز عليه معرض «الأيادي الصامتة» الذي افتتح هذا الأسبوع في حي جميل بجدة، ويستكشف دراسات التأثير الاجتماعي والاقتصادي والنفسي والثقافي للأعمال التي لا تحظى بالتقدير الكافي، خصوصاً في أساليب العمل الافتراضية الجديدة، ومساحات عمل النساء، وحالات الهجرة وتوظيف العمالة المهاجرة. يُركز «الأيادي الصامتة» على سرديات الأفراد والمجتمعات، ويُبرز مساحات العمل الأمامية وتشابكها مع الحياة المنزلية وأوقات الفراغ في آسيا وحالة تشتت الجالية الآسيوية، إذ يتشارك الفنانون معاً في عرض قصص عن البرغماتية والرغبة والنضال، ليستكشفوا الصدام مع تقنيات المراقبة، والأعمال المخفية في قطاع الضيافة داخل المنزل وخارجه. تتحدث روتا شاكر القيّمة الفنية للمعرض، لـ«الشرق الأوسط» موضحة أن معرض «الأيادي الصامتة» ينظر لمساحات العمل ككل وليس للعمال فقط، سواء واقعياً أو افتراضياً، ويستكشف الفنانون خلاله علاقة هذه المساحات مع الجندرة، والاستقلال المالي، وتعزيز الوضع الاجتماعي، والقدرة على التنقل، والهجرة. وعن شريحة واسعة من العُمال المهمشين في المجتمعات المعاصرة، تقول: «ربما لا نراهم ونعتقد أنهم غير مرئيين، أو أن الأماكن التي يعملون بها غير ظاهرة أو قد تكون مخفيّة»، مبينة أن كل هذه الاحتمالات لا تنكر حقيقة وجودهم التي أظهرها الفنانون السبعة المشاركون بأعمالهم، في المعرض الذي يستمر إلى 16 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. تتابع شاكر حديثها موضحة أن العاملين على البنية التحتية الرقمية كثيراً ما يُنسوا، وقد يعتقد الكثيرون أن هذه الإجراءات تكون مؤتمتة بينما في الواقع هناك أناس يقفون خلف هذا العمل، وتردف: «هناك الكثير من الأفكار الفنية المختلفة حول ماهية العمل، بصورة متنوعة لفنانين من دول الشرق الأوسط وآسيا، بما يشبه القصص الفردية والمجتمعية». عمال الياقات الزرقاء الفنان الإماراتي محمد كاظم يقدم عمله «حتى ظلهم لا ينتمي لهم»، المتمثل في سلسلة من اللوحات اللونية التي تصور العمال المهاجرين الذين يعملون في مواقع البناء في جميع أنحاء بلاده، وتعكس الصورة التي التقطها الفنان الأشكال المرسومة بطلاء أكریلیك ومغمورة بالحبر، مما يجعل من الصعب قراءة المشهد الذي يعنيه بوضوح. وتعكس طريقة معالجته عبر اللوحات لقاء عاماً مع عمال يرتدون الياقات الزرقاء، الذين على الرغم من تواجدهم في جميع أنحاء المدينة إلا أنهم لا يشكلون جزءاً واضحاً من المشهد الحضري اليومي.

مشاركة :