بيروت - أعلنت قوى المعارضة في لبنان اليوم الأحد ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية، مؤكدة أنه بات يمتلك 65 صوتا، وفق ما أعلنته وسائل إعلام لبنانية، ما يقوّي حظوظه لإزاحة سيلمان فرنجية زعيم تيار المردة مرشح الثنائي الشيعي (حزب الله وأمل)، من السباق. ويأتي إعلان ترشيح أزعور تتويجا لاتصالات مكثفة بين كتل معارضة والتيار الوطني الحر، حليف حزب الله المسيحي الأبرز والذي عارضه في مسألة رئاسة الجمهورية، انتهت بـ"تقاطع" على اسم المسؤول بصندوق النقد الدولي. وخلال مؤتمر صحافي، تلا النائب مارك ضو بيانا باسم 32 نائبا أعلن فيه ترشيح أزعور "كمرشح تلاق وسطي غير استفزازي لأي مكون سياسي في البلاد". وتابع أنه "لدى أزعور 65 صوتا"، مؤكدا "أنهم لا يناورون ويهدفون إلى إيصاله إلى رئاسة الجمهورية"، داعيا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الدعوة إلى جلسة فورا لانتخاب رئيس بدورات متتالية، وفق "الأخبار" اللبنانية. ويمثل النواب الـ32 كتلا معارضة، أبرزها حزبا القوات اللبنانية الذي يملك كتلة برلمانية وازنة والكتائب المسيحيان، فضلا عن النائب ميشال معوض ونواب مستقلين وبضعة آخرين ينتمون لكتلة التغييريين المنبثقة من الاحتجاجات ضد الطبقة السياسية في 2019. وسبق أن دعم هؤلاء معوض الذي كان أول من ترشح للمنصب، قبل أن يعلن اليوم الأحد سحب ترشيحه لإتاحة الفرصة أمام أزعور، واصفا إياه بـ"مرشح مقبول" بعد أن صار يحظى بشبه إجماع من المكوّن المسيحي. وكان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الرافض لترشيح سليمان فرنجية زعيم تيار المردة، أعلن "تقاطع" حزبه مع كتل نيابية أخرى على اسم أزعور رغم الخصومة التي تجمعه بعدد منها. لكن الثنائي الشيعي (حزب الله وأمل) يتمسك بترشيح حليفهم فرنجية، المقرب من دمشق، فيما قال النائب عن حزب الله حسن فضل الله، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية، "لا تتعبوا أنفسكم وتهدروا الوقت، فلن يصل مرشح التحدي والمواجهة إلى بعبدا أيا يكن اسمه". وكان مسؤولون في الجماعة الشيعية وصفوا سابقا معوض أيضا بمرشح "التحدي". وأفادت "الأخبار" اللبنانية بأن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله استقبل اليوم الأحد موفدا من البطريرك الماروني بشارة الراعي ليبلغه بترشيح أزعور من قبل المعارضة، مؤكدا أنه ليس مرشح تحد لأي طرف. وفشل البرلمان اللبناني منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون نهاية أكتوبر/تشرين الأول، خلال 11 جلسة في انتخاب رئيس، وسط انقسام بين فريق مؤيد لحزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز وآخر معارض له وتباينات داخل كل فريق، ووجود مستقلين. ومنذ أسابيع تسعى أبرز الأحزاب المسيحية، القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب إلى التوافق على أزعور في بلد تتوزع فيه الرئاسات الثلاث الأولى على قاعدة مذهبية: رئاسة الجمهورية للموارنة ورئاسة المجلس النيابي للشيعة ورئاسة مجلس الوزراء للسنة. وليس واضحا متى سيدعو بري إلى عقد جلسة نيابية جديدة لانتخاب رئيس. ولا يملك حتى الآن أي فريق أكثرية برلمانية تمكنّه من إيصال مرشحه. ويشغل أزعور منصب مدير قسم الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي وقد شغل منصب وزير المال اللبناني بين 2005 و2008. وهو حائز على دكتوراه في العلوم المالية الدولية ودرجة عليا في الاقتصاد الدولي والعلوم المالية. ويحث المجتمع الدولي المسؤولين على انتخاب رئيس، وتقود باريس حراكا من أجل الإسراع في ذلك لإجراء إصلاحات ملحة هي شرط رئيسي لحصول لبنان على دعم مالي دولي يخرجه من أزمته الاقتصادية المستمرة منذ 2019.
مشاركة :