... «يروى عن ذبابة وقعت في كأس خمر وما أن خرجت منه حتى صرخت قائلة: افسحوا الأجواء للنسر كي يطير». ... قصة استحضرتها ذاكرتي وأنا أراقب وزير حزب الله في الحكومة اللبنانية محد فنيش يصرح وهو داخل إلى جلسة الحكومة أمس (الإثنين) في السراي الحكومي ببيروت. عجيب أمر هذا الوزير وهو يتحدث عن الاعتذار والجهة التي يجب أن تعتذر، عجيب أمر هذا الجندي في جيش الولي الفقيه لنظام الملالي في طهران. عجيب أمره وهو لا يبدو أنه قد تابع كيف تسابقوا وتزاحموا لتقديم الاعتذار للمملكة على الإساءة لبعثتها الدبلوماسية إن في طهران أو في مشهد. «فنيش» خانته ذاكرته كيف أن مرشده تأسف وحزن لما حصل فاعتذر وتمسكن وطلب اعتقال من ارتكب ذاك الجرم في طهران ومشهد. «فنيش» نسي أو تناسى كيف أن رئيس نظام الملالي صرح بكل اللغات وبكل المفردات أنه يستنكر ما حصل وأن حكومته لا علاقة لها بما حصل رغم أن الاعتذار لم يفد. «فنيش» خانته ذاكرته كما يبدو وهو يصرح أمام باب السراي فنسي أنه وزير في حكومة لبنان وليس في حكومة إيران، نسي أنه يمثل مصالح الشعب اللبناني وليس مصالح عصابة الملالي، نسي أنه يتقاضى راتبه من خزينة الدولة اللبنانية وليس من صندوق الخمس الإيراني، نسي أن 500 ألف لبناني يعملون في المملكة العربية السعودية والخليج مقابل عشرات فقط يذهبون إلى إيران لعلهم يعملون أو يجدون ما يعملون به. «فنيش»لم يكن موفقاً كما في كل مرة لا لشيء فقط لأنه لا يبدو أنه يعير اهتماماً للبنان، فاللبناني لا بد أن يكون حريصاً على مصالح بلده وناسه على مصالح لبنان ولا بد أن يبذل كل ما بوسعه لتحسن صورة لبنان يعمل ويعمل فقط من أجل لبنان.
مشاركة :